غزوة ذات السلاسل وخبر علي ومعاوية
9770
عبد الرزاق ، عن
معمر ، عن الزهري قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=977370ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعدما هاجر وجاء الذين كانوا بأرض الحبشة ، بعث بعثين قبل الشام إلى كلب ، وبلقين ، وغسان ، وكفار العرب الذين في مشارف الشام ، فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم على أحد البعثين nindex.php?page=showalam&ids=5أبا عبيدة بن الجراح [ ص: 453 ] - وهو أحد بني فهر - وأمر على البعث الآخر nindex.php?page=showalam&ids=59عمرو بن العاص ، فانتدب في بعث أبي عبيدة أبو بكر وعمر ، فلما كان عند خروج البعثين دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم nindex.php?page=showalam&ids=5أبا عبيدة بن الجراح nindex.php?page=showalam&ids=59وعمرو بن العاص فقال لهما : " لا تعاصيا " فلما فصلا عن المدينة جاء أبو عبيدة فقال nindex.php?page=showalam&ids=59لعمرو بن العاص : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم عهد إلينا أن لا نتعاصيا ، فإما أن تطيعني وإما أن أطيعك فقال nindex.php?page=showalam&ids=59عمرو بن العاص : بل أطعني ، فأطاعه أبو عبيدة ، فكان عمرو أمير البعثين كليهما ، فوجد من ذلك nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب وجدا شديدا ، فكلم أبا عبيدة فقال : أتطيع ابن النابغة ، وتؤمره على نفسك وعلى أبي بكر وعلينا ؟ ما هذا الرأي ؟ فقال أبو عبيدة nindex.php?page=showalam&ids=2لعمر بن الخطاب : ابن أم ، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم عهد إلي وإليه أن لا نتعاصيا ، فخشيت إن لم أطعه ، أن أعصي رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وشكي إليه ذلك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : nindex.php?page=treesubj&link=29334_31194_33698_33699_33700_31522 " ما أنا بمؤثر بها عليكم إلا بعدكم " - يريد المهاجرين - وكانت تلك [ ص: 454 ] الغزوة تسمى ذات السلاسل ، أسر فيها ناس كثيرة من العرب وسبوا ، ثم أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ذلك nindex.php?page=showalam&ids=111أسامة بن زيد وهو غلام شاب ، فانتدب في بعثه nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب nindex.php?page=showalam&ids=15والزبير بن العوام ، فتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قبل أن يصل ذلك البعث ، فأنفذه nindex.php?page=showalam&ids=1أبو بكر الصديق بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم .
ثم بعث
أبو بكر حين ولي الأمر بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثلاثة أمراء إلى
الشام ، وأمر
nindex.php?page=showalam&ids=2467خالد بن سعيد على جند ، وأمر
nindex.php?page=showalam&ids=59عمرو بن العاص على جند ، وأمر
شرحبيل بن حسنة على جند ، وبعث
nindex.php?page=showalam&ids=22خالد بن الوليد على جند قبل
العراق ، ثم إن
عمر كلم
أبا بكر ، فلم يزل يكلمه حتى أمر
nindex.php?page=showalam&ids=293يزيد بن أبي سفيان على
nindex.php?page=showalam&ids=2467خالد بن سعيد وجنده ، وذلك من موجدة وجدها
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب على
nindex.php?page=showalam&ids=2467خالد بن سعيد حين قدم من
اليمن بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلقي
nindex.php?page=showalam&ids=8علي بن أبي طالب nindex.php?page=showalam&ids=2467خالد بن سعيد فقال : أغلبتم يا
بني عبد مناف على أمركم ؟ فلم يحملها عليه
أبو بكر وحملها عليه
عمر ، فقال
عمر : فإنك لتترك إمرته على الثعالب ، فلما استعمله
أبو بكر ذكر ذلك ، فكلم
أبا بكر فاستعمل مكانه
nindex.php?page=showalam&ids=293يزيد بن أبي سفيان ، فأدركه
يزيد أميرا بعد أن وصل
الشام بذي المروة ، وكتب
أبو بكر إلى
nindex.php?page=showalam&ids=22خالد بن الوليد فأمره بالمسير
[ ص: 455 ] إلى
الشام بجنده ، ففعل ، فكانت
الشام على أربعة أمراء حتى توفي
أبو بكر . فلما استخلف
عمر نزع
nindex.php?page=showalam&ids=22خالد بن الوليد ، وأمر مكانه
nindex.php?page=showalam&ids=5أبا عبيدة بن الجراح ، ثم قدم
عمر الجابية فنزع
شرحبيل بن حسنة ، وأمر جنده أن يتفرقوا في الأمراء الثلاثة فقال
شرحبيل بن حسنة : يا أمير المؤمنين أعجزت أم خنت ؟ قال : لم تعجز ولم تخن قال : ففيم عزلتني ؟ قال : تحرجت أن أؤمرك وأنا أجد أقوى منك قال : فاعذرني يا أمير المؤمنين قال : سأفعل ، ولو علمت غير ذلك لم أفعل قال : فقام
عمر فعذره ، ثم أمر
nindex.php?page=showalam&ids=59عمرو بن العاص بالمسير إلى
مصر وبقي
الشام على أميرين :
nindex.php?page=showalam&ids=5أبي عبيدة بن الجراح ،
nindex.php?page=showalam&ids=293ويزيد بن أبي سفيان ، ثم توفي
أبوعبيدة ، فاستخلف
خالدا وابن عمه
nindex.php?page=showalam&ids=360عياض بن غنم فأقره
عمر ، فقيل
لعمر : كيف تقر
nindex.php?page=showalam&ids=360عياض بن غنم وهو رجل جواد لا يمنع شيئا يسأله ؟ وقد نزعت
nindex.php?page=showalam&ids=22خالد بن الوليد في أن كان يعطي دونك ؟ فقال
عمر : إن هذه شيمة
عياض في ماله حتى يخلص إلى ماله ، وإني مع ذلك لم أكن لأغير أمرا قضاه
nindex.php?page=showalam&ids=5أبو عبيدة بن الجراح .
قال : ثم توفي
nindex.php?page=showalam&ids=293يزيد بن أبي سفيان فأمر مكانه
معاوية فنعاه
[ ص: 456 ] عمر إلى
أبي سفيان فقال : احتسب
يزيد يا
أبا سفيان قال : يرحمه الله ، فمن أمرت مكانه ؟ قال
معاوية قال : وصلتك رحم .
قال : ثم توفي
nindex.php?page=showalam&ids=360عياض بن غنم ، فأمر مكانه
nindex.php?page=showalam&ids=16727عمير بن سعد الأنصاري ، فكانت
الشام على
معاوية وعمير حتى قتل
عمر .
فاستخلف
nindex.php?page=showalam&ids=7عثمان بن عفان ، فعزل
عميرا ، وترك
الشام لمعاوية ، ونزع
nindex.php?page=showalam&ids=19المغيرة بن شعبة عن
الكوفة وأمر مكانه
nindex.php?page=showalam&ids=37سعد بن أبي وقاص ، ونزع
nindex.php?page=showalam&ids=59عمرو بن العاص عن
مصر وأمر مكانه
nindex.php?page=showalam&ids=16436عبد الله بن سعد بن أبي سرح ، ونزع
nindex.php?page=showalam&ids=110أبا موسى الأشعري وأمر مكانه
nindex.php?page=showalam&ids=6279عبد الله بن عامر بن كريز ، ثم نزع
nindex.php?page=showalam&ids=37سعد بن أبي وقاص من
الكوفة ، وأمر
nindex.php?page=showalam&ids=292الوليد بن عقبة ، ثم شهد على
الوليد فجلده ونزعه ، وأمر
nindex.php?page=showalam&ids=74سعيد بن العاص مكانه ، ثم قال الناس ونشبوا في الفتنة ، فحج
nindex.php?page=showalam&ids=74سعيد بن العاص ، ثم قفل من حجه فلقيه خيل
العراق ، فرجعوه من العذيب ، وأخرج أهل
مصر nindex.php?page=showalam&ids=16436عبد الله بن سعد بن أبي سرح ، وأقر أهل
البصرة nindex.php?page=showalam&ids=6279عبد الله بن عامر بن كريز ، فكان ذلك أول الفتنة ، حتى إذا قتل
عثمان رحمه الله بايع الناس
nindex.php?page=showalam&ids=8علي بن أبي طالب ، فأرسل إلى
طلحة والزبير : إن شئتما فبايعاني ، وإن شئتما بايعت أحدكما ، قالا : بل نبايعك ، ثم هربا إلى
مكة ،
وبمكة عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم بما يتكلمان به ، فأعانتهما على رأيهما ، فأطاعهم ناس كثير من
قريش ، فخرجوا قبل
البصرة يطلبون بدم
ابن عفان ، وخرج معهم
عبد الرحمن بن أبي [ ص: 457 ] بكر ، وخرج معهم
عبد الرحمن بن عتاب بن أسيد ،
وعبد الله بن الحارث بن هشام ،
nindex.php?page=showalam&ids=16414وعبد الله بن الزبير ،
nindex.php?page=showalam&ids=17065ومروان بن الحكم في أناس من
قريش كلموا أهل
البصرة وحدثوهم أن
عثمان قتل مظلوما ، وأنهم جاءوا تائبين مما كانوا غلوا به في أمر
عثمان ، فأطاعهم عامة أهل
البصرة ، واعتزل
nindex.php?page=showalam&ids=13669الأحنف - من
تميم - وخرج
عبد القيس إلى
nindex.php?page=showalam&ids=8علي بن أبي طالب بعامة من أطاعه ، وركبت
عائشة جملا لها يقال له عسكر ، وهي في هودج قد ألبسته الدفوف - يعني جلود البقر - فقالت : إنما أريد أن يحجز بين الناس مكاني قالت : ولم أحسب أن يكون بين الناس قتال ، ولو علمت ذلك لم أقف ذلك الموقف أبدا قالت : فلم يسمع الناس كلامي ، ولم يلتفتوا إلي ، وكان القتال ، فقتل يومئذ سبعون من قريش كلهم يأخذ بخطام جمل
عائشة حتى لا يقتل ، ثم حملوا الهودج حتى أدخلوه منزلا من تلك المنازل ، وجرح
مروان جراحا شديدة ، وقتل
nindex.php?page=showalam&ids=55طلحة بن عبيد الله يومئذ ، وقتل
الزبير بعد ذلك
بوادي السباع ، وقفلت
عائشة ومروان بمن بقي من
قريش فقدموا
المدينة ، وانطلقت
عائشة فقدمت
مكة ، فكان
مروان والأسود بن أبي البختري على
المدينة وأهلها يغلبان
[ ص: 458 ] عليها ، وهاجت الحرب بين
علي [
ومعاوية ] فكانت بعوثهما تقدم
مكة للحج ، فأيهما سبق فهو أمير الموسم أيام الحج للناس ، ثم إنها أرسلت
أم حبيبة زوج النبي صلى الله عليه وسلم [ إلى
nindex.php?page=showalam&ids=54أم سلمة ] قالت إحداهما للأخرى : تعالي نكتب إلى
معاوية وعلي أن يعتقا من هذه البعوث التي تروع الناس ، حتى تجتمع الأمة على أحدهما فقالت
أم حبيبة : كفيتك أخي
معاوية ، وقالت
nindex.php?page=showalam&ids=54أم سلمة : كفيتك
عليا . فكتبت كل واحدة منهما إلى صاحبها ، وبعثت وفدا من
قريش والأنصار ، فأما
معاوية فأطاع
أم حبيبة ، وأما
علي فهم أن يطيع
nindex.php?page=showalam&ids=54أم سلمة ، فنهاه
الحسن بن علي عن ذلك ، فلم يزل بعوثهما وعمالهما يختلفون إلى
المدينة ومكة حتى قتل
علي رحمه الله تعالى ، ثم اجتمع الناس على
معاوية ومروان وابن البختري يغلبان على أهل
المدينة في تلك الفتنة ، وكانت
مصر في سلطان
nindex.php?page=showalam&ids=8علي بن أبي طالب ، فأمر عليها
nindex.php?page=showalam&ids=7246قيس بن سعد بن عبادة الأنصاري ، وكان حامل راية
الأنصار مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم بدر وغيره
nindex.php?page=showalam&ids=228سعد بن عبادة ، وكان
قيس من ذوي الرأي من الناس إلا ما غلب عليه من أمر الفتنة ، فكان
معاوية nindex.php?page=showalam&ids=59وعمرو بن العاص جاهدين على إخراجه من
مصر ويغلبان على
مصر ، وكان قد امتنع منهما بالدهاء
[ ص: 459 ] والمكيدة ، فلم يقدرا على أن يفتحا
مصر حتى كاد
معاوية nindex.php?page=showalam&ids=7246قيس بن سعد من قبل
علي . قال : فكان
معاوية يحدث رجلا من ذوي الرأي من
قريش فيقول : ما ابتدعت من مكيدة قط أعذب عندي من مكيدة كايدت بها
nindex.php?page=showalam&ids=7246قيس بن سعد من قبل
علي وهو
بالعراق حين امتنع مني
قيس ، فقلت لأهل
الشام : لا تسبوا
قيسا ، ولا تدعوني إلى غزوه ، فإن
قيسا لنا شيعة ، تأتينا كتبه ونصيحته ، ألا ترون ما يفعل بإخوانكم الذين عنده من أهل خربتا يجري عليهم أعطياتهم وأرزاقهم ، ويؤمن سربهم ، ويحسن إلى كل راغب قدم عليه ، فلا نستنكره في نصيحته قال
معاوية : وطفقت أكتب بذلك إلى شيعتي من أهل
العراق ، فسمع بذلك من جواسيس
علي الذين هدى من أهل
العراق ، فلما بلغ ذلك
عليا ونماه إليه
عبد الله بن جعفر ،
nindex.php?page=showalam&ids=16889ومحمد بن أبي بكر الصديق ، اتهم
nindex.php?page=showalam&ids=7246قيس بن سعد وكتب إليه بأمره بقتال أهل خربتا ، وأهل خربتا يومئذ عشرة آلاف ، فأبى
قيس أن يقاتلهم ، وكتب إلى
علي أنهم وجوه أهل
مصر وأشرافهم وذوو الحفاظ منهم ، وقد رضوا مني بأن أؤمن سربهم ، وأجري عليهم أعطياتهم وأرزاقهم ، وقد علمت أن هواهم مع
معاوية ، فلست
[ ص: 460 ] مكايدهم بأمر أهون علي وعليك من أن نفعل ذلك بهم اليوم ، ولو دعوتهم إلى قتالي كانوا قرناهم أسودان لعرب وفيهم
nindex.php?page=showalam&ids=1042بسر بن أرطاة ،
nindex.php?page=showalam&ids=209ومسلمة بن مخلد ،
ومعاوية بن خديج الخولاني ، فذرني ورأيي فيهم ، وأنا أعلم بما أداري منهم . فأبى عليه
علي إلا قتالهم ، فأبى
قيس أن يقاتلهم ، وكتب
قيس إلى
علي : إن كنت تتهمني فاعتزلني عن عملك ، وأرسل إليه غيري ، فأرسل
الأشتر أميرا على
مصر ، حتى إذا بلغ
القلزم شرب
بالقلزم شربة من عسل فكان فيها حتفه ، فبلغ ذلك
معاوية nindex.php?page=showalam&ids=59وعمرو بن العاص فقال
nindex.php?page=showalam&ids=59عمرو بن العاص : إن لله جنودا من عسل . فلما بلغت
عليا وفاة
الأشتر بعث
محمد بن أبي بكر أميرا على
مصر ، فلما حدث به
nindex.php?page=showalam&ids=7246قيس بن سعد قادما أميرا عليه تلقاه فخلا به وناجاه وقال : إنك قد جئت من عند امرئ لا رأي له في الحرب ، وإنه ليس عزلكم إياي بمانعي أن أنصح لكم ، وإني من أمركم على بصيرة ، وإني أدلك على الذي كنت أكايد به
معاوية nindex.php?page=showalam&ids=59وعمرو بن العاص وأهل خربتا فكايدهم به ، فإنك إن كايدتهم بغيره تهلك . فوصف له قيس المكايدة التي كايدهم بها ، فاغتشه
محمد بن أبي بكر ، وخالفه في كل شيء أمره به ، فلما قدم
محمد بن أبي بكر مصر خرج قيس قبل
المدينة فأخافه
مروان والأسود بن أبي البختري ، حتى إذا خاف أن يؤخذ ويقتل ركب راحلته ، فظهر إلى
[ ص: 461 ] لى
علي ، فكتب
معاوية إلى
مروان والأسود بن أبي البختري يتغيظ عليهما ويقول : أمددتما
عليا nindex.php?page=showalam&ids=7246بقيس بن سعد وبرأيه ومكايدته فوالله لو أمددتماه بثمانية آلاف مقاتل ما كان ذلك بأغيظ لي من إخراجكما
nindex.php?page=showalam&ids=7246قيس بن سعد إلى
علي ، فقدم
nindex.php?page=showalam&ids=7246قيس بن سعد إلى
علي ، فلما بانه الحديث ، وجاءهم قتل
محمد بن أبي بكر عرف
علي أن
nindex.php?page=showalam&ids=7246قيس بن سعد كان يداري منهم أمورا عظاما من المكايدة التي قصر عنها رأي علي ورأي من كان يؤازره على عزل
قيس ، فأطاع
علي قيسا في الأمر كله ، وجعله على مقدمة أهل
العراق ومن كان
بأذربيجان وأرضها ، وعلى شرطة الخمسين الذين انتدبوا للموت ، وبايع أربعون ألفا كانوا بايعوا
عليا على الموت ، فلم يزل
nindex.php?page=showalam&ids=7246قيس بن سعد يسد 00000 ذلك الثغر حتى قتل
علي .
واستخلف أهل
العراق الحسن بن علي على الخلافة ، وكان
الحسن لا يريد القتال ، ولكنه كان يريد أن يأخذ لنفسه ما استطاع من
معاوية ، ثم يدخل في الجماعة ويبايع ، فعرف
الحسن أن
nindex.php?page=showalam&ids=7246قيس بن سعد لا يوافقه على ذلك ، فنزعه وأمر مكانه
nindex.php?page=showalam&ids=5409عبيد الله بن العباس ، فلما عرف
nindex.php?page=showalam&ids=5409عبيد الله بن العباس الذي يريد
الحسن أن يأخذ لنفسه ، كتب
عبيد الله إلى
معاوية يسأله الأمان ، ويشترط لنفسه على الأموال التي أصاب ، فشرط ذلك
معاوية [ له ] وبعث إليه
[ ص: 462 ] ابن عامر في خيل عظيمة ، فخرج إليهم
عبيد الله ليلا ، حتى لحق بهم ، وترك جنده - الذين هو عليهم - لا أمير لهم ، ومعهم
nindex.php?page=showalam&ids=7246قيس بن سعد ، فأمرت شرطة الخمسين
nindex.php?page=showalam&ids=7246قيس بن سعد ، وتعاهدوا وتعاقدوا على قتال
معاوية nindex.php?page=showalam&ids=59وعمرو بن العاص حتى يشترط لشيعة
علي ولمن كان اتبعه على أموالهم ودمائهم وما أصابوا من الفتنة ، فخلص
معاوية حين فرغ من
عبيد الله والحسن إلى مكايدة رجل هو أهم الناس عنده مكيدة ، وعنده أربعون ألفا ، فنزل بهم
معاوية وعمرو [ و ] أهل
الشام أربعين ليلة ، ويرسل
معاوية إلى
قيس ويذكره الله ويقول : على طاعة من تقاتلني ؟ ويقول : قد بايعني الذي تقاتل على طاعته ، فأبى
قيس أن يقر له حتى أرسل
معاوية بسجل قد ختم له في أسفله فقال : اكتب في هذا السجل ، فما كتبت فهو لك فقال
عمرو لمعاوية : لا تعطه هذا وقاتله ، فقال
معاوية - وكان خير الرجلين - : على رسلك يا
أبا عبد الله ، فإنا لن نخلص إلى قتل هؤلاء حتى يقتل عددهم من أهل
الشام ، فما خير الحياة بعد ذلك ؟ وإني والله لا أقاتله حتى [ لا ] أجد من ذلك بدا ، فلما بعث إليه
معاوية بذلك السجل اشترط
nindex.php?page=showalam&ids=7246قيس بن سعد لنفسه ولشيعة
علي الأمان على ما أصابوا من الدماء والأموال ، ولم يسأل
معاوية في ذلك مالا ، فأعطاه
معاوية ما اشترط
[ ص: 463 ] عليه ، ودخل
قيس ومن معه في الجماعة . وكان يعد في العرب - حتى ثارت الفتنة الأولى - خمسة يقال لهم : ذوو رأي العرب ومكيدتهم ، يعد من
قريش معاوية وعمرو ، ويعد من الأنصار
nindex.php?page=showalam&ids=7246قيس بن سعد ، ويعد من المهاجرين
عبد الله بن بديل بن ورقاء الخزاعي ، ويعد من
ثقيف nindex.php?page=showalam&ids=19المغيرة بن شعبة ، فكان مع
علي منهم رجلان :
nindex.php?page=showalam&ids=7246قيس بن سعد ،
وعبد الله بن بديل ، وكان
المغيرة معتزلا
بالطائف وأرضها ، فلما حكم الحكمان فاجتمعا
بأذرح ، وافاهما
nindex.php?page=showalam&ids=19المغيرة بن شعبة ، وأرسل الحكمان إلى
عبد الله بن عمر ، وإلى
عبد الله بن الزبير ، ووافى رجالا كثيرا من
قريش ووافى
معاوية بأهل
الشام ووافى
nindex.php?page=showalam&ids=110أبو موسى الأشعري nindex.php?page=showalam&ids=59وعمرو بن العاص - وهما الحكمان -
وأبى علي وأهل
العراق أن يوافوا ، فقال
nindex.php?page=showalam&ids=19المغيرة بن شعبة لرجال من ذوي رأي أهل
قريش : هل ترون أحدا يقدر على أن يستطيع أن يعلم : أيجتمع هذان الحكمان أم لا ؟ فقالوا له : لا نرى أن أحدا يعلم ذلك قال : فوالله إني لأظنني سأعلمه منهما حين أخلو بهما فأراجعهما . فدخل على
عمرو [ ص: 464 ] بن العاص فبدأ به فقال : يا
أبا عبد الله ، أخبرني عما أسألك عنه : كيف ترانا معشر المعتزلة ؟ فإنا قد شككنا في هذا الأمر الذي قد تبين لكم في هذا القتال ، ورأينا نستأني ونتثبت حتى تجتمع الأمة على رجل فندخل في صالح ما دخلت فيه الأمة ؟ فقال
عمرو : أراكم معشر المعتزلة خلف الأبرار ومعشر الفجار فانصرف
المغيرة ولم يسأله عن غير ذلك حتى دخل على
nindex.php?page=showalam&ids=110أبي موسى الأشعري ، فخلا به فقال له نحوا مما قال
لعمرو ، فقال
أبو موسى : أراكم أثبت الناس رأيا ، وأرى فيكم بقية المسلمين . فانصرف فلم يسأله عن غير ذلك قال : فلقي أصحابه الذين قال لهم ما قال من ذوي رأي
قريش قال : أقسم لكم لا يجتمع هذان على رجل واحد ، وليدعون كل واحد منهما إلى رأيه .
فلما اجتمع الحكمان ، وتكلما خاليين فقال
عمرو : يا
أبا موسى ، أرأيت أول ما نقضي به في الحق ؟ علينا أن نقضي لأهل الوفاء بالوفاء ، ولأهل الغدر بالغدر ، فقال
أبو موسى : وما ذلك ؟ قال : ألست تعلم أن
معاوية وأهل
الشام قد وافوا للموعد الذي وعدناهم إياه ؟ فقال :
[ ص: 465 ] فاكتبها ، فكتبها
أبو موسى ، فقال
عمرو : قد أخلصت أنا وأنت أن نسمي رجلا يلي أمر هذه الأمة ، فسم يا
أبا موسى ، فإني أقدر على أن أبايعك منك على أن تبايعني ، فقال
أبو موسى : أسمي
nindex.php?page=showalam&ids=12عبد الله بن عمر بن الخطاب - وكان
عبد الله بن عمر فيمن اعتزل - فقال
عمرو : فأنا أسمي لك
nindex.php?page=showalam&ids=33معاوية بن أبي سفيان ، فلم يبرحا من مجلسهما ذلك حتى اختلفا واستبا ، ثم خرجا إلى الناس ، ثم قال
أبو موسى : يا أيها الناس ، إني قد وجدت مثل
nindex.php?page=showalam&ids=59عمرو بن العاص مثل الذي قال الله تبارك وتعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=175واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها حتى بلغ
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=176لعلهم يتفكرون وقال
nindex.php?page=showalam&ids=59عمرو بن العاص : يا أيها الناس إني وجدت مثل
أبي موسى مثل الذي قال الله تبارك وتعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=62&ayano=5مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل أسفارا حتى بلغ الظالمين ثم كتب كل واحد منهما بالمثل الذي ضرب لصاحبه إلى الأمصار .
قال الزهري : عن
سالم ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر قال
معمر : وأخبرني
nindex.php?page=showalam&ids=16446ابن طاوس ، عن
عكرمة بن خالد ، عن ابن عمر قال : فقام
معاوية عشية فأثنى على الله بما هو أهله ثم قال : أما بعد ، فمن كان متكلما في هذا الأمر ، فليطلع لي قرنه ، فوالله لا يطلع فيه أحد إلا كنت أحق به منه ومن أبيه - قال : يعرض
nindex.php?page=showalam&ids=12بعبد الله بن عمر - قال
عبد الله بن عمر : " فأطلقت
[ ص: 466 ] حبوتي فأردت أن أقوم إليه فأقول : يتكلم فيه رجال قاتلوك وأباك على الإسلام ، ثم خشيت أن أقول كلمة تفرق بين الجمع ، وتسفك فيه الدماء ، وأحمل فيه على غير رأي ، فكان ما وعد الله تبارك وتعالى في الجنان أحب إلي من ذلك قال : فلما انطلقت إلى منزلي أتاني
nindex.php?page=showalam&ids=200حبيب بن مسلمة فقال : ما الذي منعك أن تتكلم حين سمعت الرجل أن يتكلم فقلت له : لقد أردت ذلك ثم خشيت أن أقول كلمة تفرق بين الجمع ، وتسفك فيها الدماء ، وأحمل فيها على غير رأي ، فكان ما وعد الله تبارك وتعالى في الجنان أحب إلي من ذلك كله ، فقال
nindex.php?page=showalam&ids=200حبيب بن مسلمة nindex.php?page=showalam&ids=12لعبد الله بن عمر : فداك أبي وأمي ، فإنك عصمت ، وحفظت مما خفت عرته " .
غَزْوَةُ ذَاتِ السَّلَاسِلِ وَخَبَرُ عَلِيٍّ وَمُعَاوِيَةَ
9770
عَبْدُ الرَّزَّاقِ ، عَنْ
مَعْمَرٍ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=977370ثُمَّ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْدَمَا هَاجَرَ وَجَاءَ الَّذِينَ كَانُوا بِأَرْضِ الْحَبَشَةِ ، بَعَثَ بَعْثَيْنِ قِبَلَ الشَّامِ إِلَى كَلْبٍ ، وَبَلْقَيْنَ ، وَغَسَّانَ ، وَكُفَّارِ الْعَرَبِ الَّذِينَ فِي مَشَارِفِ الشَّامِ ، فَأَمَّرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى أَحَدِ الْبَعْثَيْنِ nindex.php?page=showalam&ids=5أَبَا عُبَيْدَةَ بْنَ الْجَرَّاحِ [ ص: 453 ] - وَهُوَ أَحَدُ بَنِي فِهْرٍ - وَأَمَّرَ عَلَى الْبَعْثِ الْآخَرِ nindex.php?page=showalam&ids=59عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ ، فَانْتَدَبَ فِي بَعَثِ أَبِي عُبَيْدَةَ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ ، فَلَمَّا كَانَ عِنْدَ خُرُوجِ الْبَعْثَيْنِ دَعَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ nindex.php?page=showalam&ids=5أَبَا عُبَيْدَةَ بْنَ الْجَرَّاحِ nindex.php?page=showalam&ids=59وَعَمْرَو بْنَ الْعَاصِ فَقَالَ لَهُمَا : " لَا تَعَاصَيَا " فَلَمَّا فَصَلَا عَنِ الْمَدِينَةِ جَاءَ أَبُو عُبَيْدَةَ فَقَالَ nindex.php?page=showalam&ids=59لِعَمْرِو بْنِ الْعَاصِ : إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَهِدَ إِلَيْنَا أَنْ لَا نَتَعَاصَيَا ، فَإِمَّا أَنْ تُطِيعَنِي وَإِمَّا أَنْ أُطِيعَكَ فَقَالَ nindex.php?page=showalam&ids=59عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ : بَلْ أَطِعْنِي ، فَأَطَاعَهُ أَبُو عُبَيْدَةَ ، فَكَانَ عَمْرٌو أَمِيرَ الْبَعْثَيْنِ كِلَيْهِمَا ، فَوَجَدَ مِنْ ذَلِكَ nindex.php?page=showalam&ids=2عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ وَجْدًا شَدِيدًا ، فَكَلَّمَ أَبَا عُبَيْدَةَ فَقَالَ : أَتُطِيعُ ابْنَ النَّابِغَةِ ، وَتُؤَمِّرُهُ عَلَى نَفْسِكَ وَعَلَى أَبِي بَكْرٍ وَعَلَيْنَا ؟ مَا هَذَا الرَّأْيَ ؟ فَقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ nindex.php?page=showalam&ids=2لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ : ابْنَ أُمِّ ، إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَهِدَ إِلَيَّ وَإِلَيْهِ أَنْ لَا نَتَعَاصَيَا ، فَخَشِيتُ إِنْ لَمْ أُطِعْهُ ، أَنْ أَعْصِيَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَشُكِيَ إِلَيْهِ ذَلِكَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : nindex.php?page=treesubj&link=29334_31194_33698_33699_33700_31522 " مَا أَنَا بِمُؤْثِرٍ بِهَا عَلَيْكُمْ إِلَّا بَعْدَكُمْ " - يُرِيدُ الْمُهَاجِرِينَ - وَكَانَتْ تِلْكَ [ ص: 454 ] الْغَزْوَةُ تُسَمَّى ذَاتَ السَّلَاسِلِ ، أُسِرَ فِيهَا نَاسٌ كَثِيرَةٌ مِنَ الْعَرَبِ وَسُبُوا ، ثُمَّ أَمَّرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْدَ ذَلِكَ nindex.php?page=showalam&ids=111أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ وَهُوَ غُلَامٌ شَابٌّ ، فَانْتَدَبَ فِي بَعَثَهُ nindex.php?page=showalam&ids=2عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ nindex.php?page=showalam&ids=15وَالزُّبَيْرُ بْنُ الْعَوَّامِ ، فَتُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَبْلَ أَنْ يَصِلَ ذَلِكَ الْبَعْثُ ، فَأَنْفَذَهُ nindex.php?page=showalam&ids=1أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .
ثُمَّ بَعَثَ
أَبُو بَكْرٍ حِينَ وَلِيَ الْأَمْرَ بَعْدَ وَفَاةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، ثَلَاثَةَ أُمَرَاءَ إِلَى
الشَّامِ ، وَأَمَّرَ
nindex.php?page=showalam&ids=2467خَالِدَ بْنَ سَعِيدٍ عَلَى جُنْدٍ ، وَأَمَّرَ
nindex.php?page=showalam&ids=59عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ عَلَى جُنْدٍ ، وَأَمَّرَ
شُرَحْبِيلَ بْنَ حَسَنَةَ عَلَى جُنْدٍ ، وَبَعَثَ
nindex.php?page=showalam&ids=22خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ عَلَى جُنْدٍ قِبَلَ
الْعِرَاقِ ، ثُمَّ إِنَّ
عُمَرَ كَلَّمَ
أَبَا بَكْرٍ ، فَلَمْ يَزَلْ يُكَلِّمُهُ حَتَّى أَمَّرَ
nindex.php?page=showalam&ids=293يَزِيدَ بْنَ أَبِي سُفْيَانَ عَلَى
nindex.php?page=showalam&ids=2467خَالِدِ بْنِ سَعِيدٍ وَجُنْدِهِ ، وَذَلِكَ مِنْ مَوْجِدَةٍ وَجَدَهَا
nindex.php?page=showalam&ids=2عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ عَلَى
nindex.php?page=showalam&ids=2467خَالِدِ بْنِ سَعِيدٍ حِينَ قَدِمَ مِنَ
الْيَمَنِ بَعْدَ وَفَاةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَلَقِيَ
nindex.php?page=showalam&ids=8عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ nindex.php?page=showalam&ids=2467خَالِدُ بْنُ سَعِيدٍ فَقَالَ : أَغُلِبْتُمْ يَا
بَنِي عَبْدِ مَنَافٍ عَلَى أَمْرِكُمْ ؟ فَلَمْ يَحْمِلْهَا عَلَيْهِ
أَبُو بَكْرٍ وَحَمَلَهَا عَلَيْهِ
عُمَرُ ، فَقَالَ
عُمَرُ : فَإِنَّكَ لَتَتْرُكُ إِمْرَتَهُ عَلَى الثَّعَالِبِ ، فَلَمَّا اسْتَعْمَلَهُ
أَبُو بَكْرٍ ذَكَرَ ذَلِكَ ، فَكَلَّمَ
أَبَا بَكْرٍ فَاسْتَعْمَلَ مَكَانَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=293يَزِيدَ بْنَ أَبِي سُفْيَانَ ، فَأَدْرَكَهُ
يَزِيدُ أَمِيرًا بَعْدَ أَنْ وَصَلَ
الشَّامَ بِذِي الْمَرْوَةِ ، وَكَتَبَ
أَبُو بَكْرٍ إِلَى
nindex.php?page=showalam&ids=22خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ فَأَمَرَهُ بِالْمَسِيرِ
[ ص: 455 ] إِلَى
الشَّامِ بِجُنْدِهِ ، فَفَعَلَ ، فَكَانَتِ
الشَّامُ عَلَى أَرْبَعَةِ أُمَرَاءَ حَتَّى تُوُفِّيَ
أَبُو بَكْرٍ . فَلَمَّا اسْتُخْلِفَ
عُمَرُ نَزَعَ
nindex.php?page=showalam&ids=22خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ ، وَأَمَّرَ مَكَانَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=5أَبَا عُبَيْدَةَ بْنَ الْجَرَّاحِ ، ثُمَّ قَدِمَ
عُمَرُ الْجَابِيَةَ فَنَزَعَ
شُرَحْبِيلَ بْنَ حَسَنَةَ ، وَأَمَرَ جُنْدَهُ أَنْ يَتَفَرَّقُوا فِي الْأُمَرَاءِ الثَّلَاثَةِ فَقَالَ
شُرَحْبِيلُ بْنُ حَسَنَةَ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَعَجَزْتُ أَمْ خُنْتُ ؟ قَالَ : لَمْ تَعْجِزْ وَلَمْ تَخُنْ قَالَ : فَفِيمَ عَزَلْتَنِي ؟ قَالَ : تَحَرَّجْتُ أَنْ أُؤَمِّرَكَ وَأَنَا أَجِدُ أَقْوَى مِنْكَ قَالَ : فَاعْذُرْنِي يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ قَالَ : سَأَفْعَلُ ، وَلَوْ عَلِمْتُ غَيْرَ ذَلِكَ لَمْ أَفْعَلْ قَالَ : فَقَامَ
عُمَرُ فَعَذَرَهُ ، ثُمَّ أَمَرَ
nindex.php?page=showalam&ids=59عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ بِالْمَسِيرِ إِلَى
مِصْرَ وَبَقِيَ
الشَّامُ عَلَى أَمِيرَيْنِ :
nindex.php?page=showalam&ids=5أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ الْجَرَّاحِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=293وَيَزِيدَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ ، ثُمَّ تُوُفِّيَ
أَبُوعُبَيْدَةَ ، فَاسْتَخْلَفَ
خَالِدًا وَابْنَ عَمِّهِ
nindex.php?page=showalam&ids=360عِيَاضَ بْنَ غَنْمٍ فَأَقَرَّهُ
عُمَرُ ، فَقِيلَ
لِعُمَرَ : كَيْفَ تُقِرُّ
nindex.php?page=showalam&ids=360عِيَاضَ بْنَ غَنْمٍ وَهُوَ رَجُلٌ جَوَادٌ لَا يَمْنَعُ شَيْئًا يُسْأَلُهُ ؟ وَقَدْ نَزَعْتَ
nindex.php?page=showalam&ids=22خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ فِي أَنْ كَانَ يُعْطِي دُونَكَ ؟ فَقَالَ
عُمَرُ : إِنَّ هَذِهِ شِيمَةُ
عِيَاضٍ فِي مَالِهِ حَتَّى يَخْلُصَ إِلَى مَالِهِ ، وَإِنِّي مَعَ ذَلِكَ لَمْ أَكُنْ لِأُغَيِّرَ أَمْرًا قَضَاهُ
nindex.php?page=showalam&ids=5أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ .
قَالَ : ثُمَّ تُوُفِّيَ
nindex.php?page=showalam&ids=293يَزِيدُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ فَأَمَّرَ مَكَانَهُ
مُعَاوِيَةَ فَنَعَاهُ
[ ص: 456 ] عُمَرُ إِلَى
أَبِي سُفْيَانَ فَقَالَ : احْتَسِبْ
يَزِيدَ يَا
أَبَا سُفْيَانَ قَالَ : يَرْحَمُهُ اللَّهُ ، فَمَنْ أَمَّرْتَ مَكَانَهُ ؟ قَالَ
مُعَاوِيَةُ قَالَ : وَصَلَتْكَ رَحِمٌ .
قَالَ : ثُمَّ تُوُفِّيَ
nindex.php?page=showalam&ids=360عِيَاضُ بْنُ غَنْمٍ ، فَأَمَّرَ مَكَانَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=16727عُمَيْرَ بْنَ سَعْدٍ الْأَنْصَارِيَّ ، فَكَانَتِ
الشَّامُ عَلَى
مُعَاوِيَةَ وَعُمَيْرٍ حَتَّى قُتِلَ
عُمَرُ .
فَاسْتُخْلِفَ
nindex.php?page=showalam&ids=7عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانٍ ، فَعَزَلَ
عُمَيْرًا ، وَتَرَكَ
الشَّامَ لِمُعَاوِيَةَ ، وَنَزَعَ
nindex.php?page=showalam&ids=19الْمُغِيرَةَ بْنَ شُعْبَةَ عَنِ
الْكُوفَةِ وَأَمَّرَ مَكَانَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=37سَعْدَ بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ ، وَنَزَعَ
nindex.php?page=showalam&ids=59عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ عَنْ
مِصْرَ وَأَمَّرَ مَكَانَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=16436عَبْدَ اللَّهِ بْنَ سَعْدِ بْنِ أَبِي سَرْحٍ ، وَنَزَعَ
nindex.php?page=showalam&ids=110أَبَا مُوسَى الْأَشْعَرِيَّ وَأَمَّرَ مَكَانَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=6279عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَامِرِ بْنِ كُرَيْزٍ ، ثُمَّ نَزَعَ
nindex.php?page=showalam&ids=37سَعْدَ بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ مِنَ
الْكُوفَةِ ، وَأَمَّرَ
nindex.php?page=showalam&ids=292الْوَلِيدَ بْنَ عُقْبَةَ ، ثُمَّ شُهِدَ عَلَى
الْوَلِيدِ فَجَلَدَهُ وَنَزَعَهُ ، وَأَمَّرَ
nindex.php?page=showalam&ids=74سَعِيدَ بْنَ الْعَاصِ مَكَانَهُ ، ثُمَّ قَالَ النَّاسُ وَنَشِبُوا فِي الْفِتْنَةِ ، فَحَجَّ
nindex.php?page=showalam&ids=74سَعِيدُ بْنُ الْعَاصِ ، ثُمَّ قَفَلَ مِنْ حَجِّهِ فَلَقِيَهُ خَيْلُ
الْعِرَاقِ ، فَرَجَعُوهُ مِنَ الْعُذَيْبِ ، وَأَخْرَجَ أَهْلُ
مِصْرَ nindex.php?page=showalam&ids=16436عَبْدَ اللَّهِ بْنَ سَعْدِ بْنِ أَبِي سَرْحٍ ، وَأَقَرَّ أَهْلُ
الْبَصْرَةِ nindex.php?page=showalam&ids=6279عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَامِرِ بْنِ كُرَيْزٍ ، فَكَانَ ذَلِكَ أَوَّلَ الْفِتْنَةِ ، حَتَّى إِذَا قُتِلَ
عُثْمَانُ رَحِمَهُ اللَّهُ بَايَعَ النَّاسُ
nindex.php?page=showalam&ids=8عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ ، فَأَرْسَلَ إِلَى
طَلْحَةَ وَالزُّبَيْرِ : إِنْ شِئْتُمَا فَبَايِعَانِي ، وَإِنْ شِئْتُمَا بَايَعْتُ أَحَدَكُمَا ، قَالَا : بَلْ نُبَايِعُكَ ، ثُمَّ هَرَبَا إِلَى
مَكَّةَ ،
وَبِمَكَّةَ عَائِشَةُ زَوْجُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَا يَتَكَلَّمَانِ بِهِ ، فَأَعَانَتْهُمَا عَلَى رَأْيِهِمَا ، فَأَطَاعَهُمْ نَاسٌ كَثِيرٌ مِنْ
قُرَيْشٍ ، فَخَرَجُوا قِبَلَ
الْبَصْرَةِ يَطْلُبُونَ بِدَمِ
ابْنِ عَفَّانَ ، وَخَرَجَ مَعَهُمْ
عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي [ ص: 457 ] بَكْرٍ ، وَخَرَجَ مَعَهُمْ
عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَتَّابِ بْنِ أُسَيْدٍ ،
وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16414وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=17065وَمَرْوَانُ بْنُ الْحَكَمِ فِي أُنَاسٍ مِنْ
قُرَيْشٍ كَلَّمُوا أَهْلَ
الْبَصْرَةِ وَحَدَّثُوهَمْ أَنَّ
عُثْمَانَ قُتِلَ مَظْلُومًا ، وَأَنَّهُمْ جَاءُوا تَائِبِينَ مِمَّا كَانُوا غَلَوْا بِهِ فِي أَمْرِ
عُثْمَانَ ، فَأَطَاعَهُمْ عَامَّةُ أَهْلِ
الْبَصْرَةِ ، وَاعْتَزَلَ
nindex.php?page=showalam&ids=13669الْأَحْنَفُ - مِنْ
تَمِيمٍ - وَخَرَجَ
عَبْدُ الْقَيْسِ إِلَى
nindex.php?page=showalam&ids=8عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ بِعَامَّةِ مَنْ أَطَاعَهُ ، وَرَكِبَتْ
عَائِشَةُ جَمَلًا لَهَا يُقَالُ لَهُ عَسْكَرٌ ، وَهِيَ فِي هَوْدَجٍ قَدْ أَلْبَسَتْهُ الدُّفُوفَ - يَعْنِي جُلُودَ الْبَقَرِ - فَقَالَتْ : إِنَّمَا أُرِيدُ أَنْ يَحْجِزَ بَيْنَ النَّاسِ مَكَانِي قَالَتْ : وَلَمْ أَحْسَبْ أَنْ يَكُونَ بَيْنَ النَّاسِ قِتَالٌ ، وَلَوْ عَلِمْتُ ذَلِكَ لَمْ أَقِفْ ذَلِكَ الْمَوْقِفَ أَبَدًا قَالَتْ : فَلَمْ يَسْمَعِ النَّاسُ كَلَامِي ، وَلَمْ يَلْتَفِتُوا إِلَيَّ ، وَكَانَ الْقِتَالُ ، فَقُتِلَ يَوْمَئِذٍ سَبْعُونَ مِنْ قُرَيْشٍ كُلُّهُمْ يَأْخُذُ بِخِطَامِ جَمَلِ
عَائِشَةَ حَتَّى لَا يُقْتَلَ ، ثُمَّ حَمَلُوا الْهَوْدَجَ حَتَّى أَدْخَلُوهُ مَنْزِلًا مِنْ تِلْكَ الْمَنَازِلِ ، وَجُرِحَ
مَرْوَانُ جِرَاحًا شَدِيدَةً ، وَقُتِلَ
nindex.php?page=showalam&ids=55طَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ يَوْمَئِذٍ ، وَقُتِلَ
الزُّبَيْرُ بَعْدَ ذَلِكَ
بِوَادِي السِّبَاعِ ، وَقَفَلَتْ
عَائِشَةُ وَمَرْوَانُ بِمَنْ بَقِيَ مِنْ
قُرَيْشٍ فَقَدِمُوا
الْمَدِينَةَ ، وَانْطَلَقَتْ
عَائِشَةُ فَقَدِمَتْ
مَكَّةَ ، فَكَانَ
مَرْوَانُ وَالْأَسْوَدُ بْنُ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ عَلَى
الْمَدِينَةِ وَأَهْلِهَا يَغْلِبَانِ
[ ص: 458 ] عَلَيْهَا ، وَهَاجَتِ الْحَرْبُ بَيْنَ
عَلِيٍّ [
وَمُعَاوِيَةَ ] فَكَانَتْ بُعُوثُهُمَا تَقْدَمُ
مَكَّةَ لِلْحَجِّ ، فَأَيُّهُمَا سَبَقَ فَهُوَ أَمِيرُ الْمَوْسِمِ أَيَّامَ الْحَجِّ لِلنَّاسِ ، ثُمَّ إِنَّهَا أَرْسَلَتْ
أُمُّ حَبِيبَةَ زَوْجُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [ إِلَى
nindex.php?page=showalam&ids=54أُمِّ سَلَمَةَ ] قَالَتْ إِحْدَاهُمَا لِلْأُخْرَى : تَعَالَيْ نَكْتُبْ إِلَى
مُعَاوِيَةَ وَعَلِيٍّ أَنْ يُعْتِقَا مِنْ هَذِهِ الْبُعُوثِ الَّتِي تُرَوِّعُ النَّاسَ ، حَتَّى تَجْتَمِعَ الْأُمَّةُ عَلَى أَحَدِهِمَا فَقَالَتْ
أُمُّ حَبِيبَةَ : كَفَيْتُكِ أَخِي
مُعَاوِيَةَ ، وَقَالَتْ
nindex.php?page=showalam&ids=54أُمُّ سَلَمَةَ : كَفَيْتُكِ
عَلِيًّا . فَكَتَبَتْ كُلُّ وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا إِلَى صَاحِبِهَا ، وَبَعَثَتْ وَفْدًا مِنْ
قُرَيْشٍ وَالْأَنْصَارِ ، فَأَمَّا
مُعَاوِيَةُ فَأَطَاعَ
أُمَّ حَبِيبَةَ ، وَأَمَّا
عَلِيٌّ فَهَمَّ أَنْ يُطِيعَ
nindex.php?page=showalam&ids=54أُمَّ سَلَمَةَ ، فَنَهَاهُ
الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ عَنْ ذَلِكَ ، فَلَمْ يَزَلْ بُعُوثُهُمَا وَعُمَّالُهُمَا يَخْتَلِفُونَ إِلَى
الْمَدِينَةِ وَمَكَّةَ حَتَّى قُتِلَ
عَلِيٌّ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى ، ثُمَّ اجْتَمَعَ النَّاسُ عَلَى
مُعَاوِيَةَ وَمَرْوَانُ وَابْنُ الْبَخْتَرِيِّ يَغْلِبَانِ عَلَى أَهْلِ
الْمَدِينَةِ فِي تِلْكَ الْفِتْنَةِ ، وَكَانَتْ
مِصْرُ فِي سُلْطَانِ
nindex.php?page=showalam&ids=8عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ، فَأَمَّرَ عَلَيْهَا
nindex.php?page=showalam&ids=7246قَيْسَ بْنَ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ الْأَنْصَارِيَّ ، وَكَانَ حَامِلَ رَايَةِ
الْأَنْصَارِ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ بَدْرٍ وَغَيْرِهِ
nindex.php?page=showalam&ids=228سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ ، وَكَانَ
قَيْسٌ مِنْ ذَوِي الرَّأْيِ مِنَ النَّاسِ إِلَّا مَا غَلَبَ عَلَيْهِ مِنْ أَمْرِ الْفِتْنَةِ ، فَكَانَ
مُعَاوِيَةُ nindex.php?page=showalam&ids=59وَعَمْرُو بْنُ الْعَاصِ جَاهِدَيْنِ عَلَى إِخْرَاجِهِ مِنْ
مِصْرَ وَيَغْلِبَانِ عَلَى
مِصْرَ ، وَكَانَ قَدِ امْتَنَعَ مِنْهُمَا بِالدَّهَاءِ
[ ص: 459 ] وَالْمَكِيدَةِ ، فَلَمْ يَقْدِرَا عَلَى أَنْ يَفْتَحَا
مِصْرَ حَتَّى كَادَ
مُعَاوِيَةُ nindex.php?page=showalam&ids=7246قَيْسَ بْنَ سَعْدٍ مِنْ قِبَلِ
عَلِيٍّ . قَالَ : فَكَانَ
مُعَاوِيَةُ يُحَدِّثُ رَجُلًا مِنْ ذَوِي الرَّأْيِ مِنْ
قُرَيْشٍ فَيَقُولُ : مَا ابْتَدَعْتُ مِنْ مَكِيدَةٍ قَطُّ أَعْذَبَ عِنْدِي مِنْ مَكِيدَةٍ كَايَدْتُ بِهَا
nindex.php?page=showalam&ids=7246قَيْسَ بْنَ سَعْدٍ مِنْ قِبَلِ
عَلِيٍّ وَهُوَ
بِالْعِرَاقِ حِينَ امْتَنَعَ مِنِّي
قَيْسٌ ، فَقُلْتُ لِأَهْلِ
الشَّامِ : لَا تَسُبُّوا
قَيْسًا ، وَلَا تَدْعُونِي إِلَى غَزْوِهِ ، فَإِنَّ
قَيْسًا لَنَا شِيعَةٌ ، تَأْتِينَا كُتُبُهُ وَنَصِيحَتُهُ ، أَلَا تَرَوْنَ مَا يَفْعَلُ بِإِخْوَانِكُمُ الَّذِينَ عِنْدَهُ مِنْ أَهْلِ خَرْبَتَا يُجْرِي عَلَيْهِمْ أُعْطِيَاتِهِمْ وَأَرْزَاقَهُمْ ، وَيُؤَمِّنُ سِرْبَهُمْ ، وَيُحْسِنُ إِلَى كُلِّ رَاغِبٍ قَدِمَ عَلَيْهِ ، فَلَا نَسْتَنْكِرُهُ فِي نَصِيحَتِهِ قَالَ
مُعَاوِيَةُ : وَطَفِقْتُ أَكْتُبُ بِذَلِكَ إِلَى شِيعَتِي مِنْ أَهْلِ
الْعِرَاقِ ، فَسَمِعَ بِذَلِكَ مِنْ جَوَاسِيسِ
عَلِيٍّ الَّذِينَ هَدَى مِنْ أَهْلِ
الْعِرَاقِ ، فَلَمَّا بَلَغَ ذَلِكَ
عَلِيًّا وَنَمَاهُ إِلَيْهِ
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16889وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ ، اتَّهَمَ
nindex.php?page=showalam&ids=7246قَيْسَ بْنَ سَعْدٍ وَكَتَبَ إِلَيْهِ بِأَمْرِهِ بِقِتَالِ أَهْلِ خَرْبَتَا ، وَأَهْلُ خَرْبَتَا يَوْمَئِذٍ عَشَرَةُ آلَافٍ ، فَأَبَى
قَيْسٌ أَنْ يُقَاتِلَهُمْ ، وَكَتَبَ إِلَى
عَلِيٍّ أَنَّهُمْ وُجُوهُ أَهْلِ
مِصْرَ وَأَشْرَافُهُمْ وَذَوُو الْحِفَاظِ مِنْهُمْ ، وَقَدْ رَضُوا مِنِّي بِأَنْ أُؤَمِّنَ سِرْبَهُمْ ، وَأُجْرِيَ عَلَيْهِمْ أُعْطِيَاتِهِمْ وَأَرْزَاقَهُمْ ، وَقَدْ عَلِمْتَ أَنَّ هَوَاهُمْ مَعَ
مُعَاوِيَةَ ، فَلَسْتُ
[ ص: 460 ] مُكَايِدَهُمْ بِأَمْرٍ أَهْوَنَ عَلِيَّ وَعَلَيْكَ مِنْ أَنْ نَفْعَلَ ذَلِكَ بِهِمُ الْيَوْمَ ، وَلَوْ دَعَوْتُهُمْ إِلَى قِتَالِي كَانُوا قَرْنَاهُمْ أَسْوَدَانِ لِعَرَبٍ وَفِيهِمْ
nindex.php?page=showalam&ids=1042بُسْرُ بْنُ أَرْطَاةَ ،
nindex.php?page=showalam&ids=209وَمَسْلَمَةُ بْنُ مَخْلِدٍ ،
وَمُعَاوِيَةُ بْنُ خَدِيجٍ الْخَوْلَانِيُّ ، فَذَرْنِي وَرَأْيِي فِيهِمْ ، وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا أُدَارِي مِنْهُمْ . فَأَبَى عَلَيْهِ
عَلِيٌّ إِلَّا قِتَالَهُمْ ، فَأَبَى
قَيْسٌ أَنْ يُقَاتِلَهُمْ ، وَكَتَبَ
قَيْسٌ إِلَى
عَلِيٍّ : إِنْ كُنْتَ تَتَّهِمُنِي فَاعْتَزِلْنِي عَنْ عَمَلِكَ ، وَأَرْسِلْ إِلَيْهِ غَيْرِي ، فَأَرْسَلَ
الْأَشْتَرَ أَمِيرًا عَلَى
مِصْرَ ، حَتَّى إِذَا بَلَغَ
الْقُلْزُمَ شَرِبَ
بِالْقُلْزُمِ شَرْبَةً مِنْ عَسَلٍ فَكَانَ فِيهَا حَتْفُهُ ، فَبَلَغَ ذَلِكَ
مُعَاوِيَةَ nindex.php?page=showalam&ids=59وَعَمْرَو بْنَ الْعَاصِ فَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=59عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ : إِنَّ لِلَّهِ جُنُودًا مِنْ عَسَلٍ . فَلَمَّا بَلَغَتْ
عَلِيًّا وَفَاةُ
الْأَشْتَرِ بَعَثَ
مُحَمَّدَ بْنَ أَبِي بَكْرٍ أَمِيرًا عَلَى
مِصْرَ ، فَلَمَّا حُدِّثَ بِهِ
nindex.php?page=showalam&ids=7246قَيْسُ بْنُ سَعْدٍ قَادِمًا أَمِيرًا عَلَيْهِ تَلَقَّاهُ فَخَلَا بِهِ وَنَاجَاهُ وَقَالَ : إِنَّكَ قَدْ جِئْتَ مِنْ عِنْدِ امْرِئٍ لَا رَأْيَ لَهُ فِي الْحَرْبِ ، وَإِنَّهُ لَيْسَ عَزْلُكُمْ إِيَّايَ بِمَانِعِي أَنْ أَنْصَحَ لَكُمْ ، وَإِنِّي مِنْ أَمْرِكُمْ عَلَى بَصِيرَةٍ ، وَإِنِّي أَدُلُّكَ عَلَى الَّذِي كُنْتُ أُكَايِدُ بِهِ
مُعَاوِيَةَ nindex.php?page=showalam&ids=59وَعَمْرَو بْنَ الْعَاصِ وَأَهْلَ خَرْبَتَا فَكَايِدْهُمْ بِهِ ، فَإِنَّكَ إِنْ كَايَدْتَهُمْ بِغَيْرِهِ تَهْلَكْ . فَوَصَفَ لَهُ قَيْسٌ الْمُكَايَدَةَ الَّتِي كَايَدَهُمْ بِهَا ، فَاغْتَشَّهُ
مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ ، وَخَالَفَهُ فِي كُلِّ شَيْءٍ أَمَرَهُ بِهِ ، فَلَمَّا قَدِمَ
مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ مِصْرَ خَرَجَ قَيْسٌ قِبَلَ
الْمَدِينَةِ فَأَخَافَهُ
مَرْوَانُ وَالْأَسْوَدُ بْنُ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ ، حَتَّى إِذَا خَافَ أَنْ يُؤْخَذَ وَيُقْتَلَ رَكِبَ رَاحِلَتَهُ ، فَظَهَرَ إِلَى
[ ص: 461 ] لَى
عَلِيٍّ ، فَكَتَبَ
مُعَاوِيَةُ إِلَى
مَرْوَانَ وَالْأَسْوَدِ بْنِ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ يَتَغَيَّظُ عَلَيْهِمَا وَيَقُولُ : أَمْدَدْتُمَا
عَلِيًّا nindex.php?page=showalam&ids=7246بِقَيْسِ بْنِ سَعْدٍ وَبِرَأْيِهِ وَمُكَايَدَتِهِ فَوَاللَّهِ لَوْ أَمْدَدْتُمَاهُ بِثَمَانِيَةِ آلَافِ مُقَاتِلٍ مَا كَانَ ذَلِكَ بِأَغْيَظَ لِي مِنْ إِخْرَاجِكُمَا
nindex.php?page=showalam&ids=7246قَيْسَ بْنَ سَعْدٍ إِلَى
عَلِيٍّ ، فَقَدِمَ
nindex.php?page=showalam&ids=7246قَيْسُ بْنُ سَعْدٍ إِلَى
عَلِيٍّ ، فَلَمَّا بَانَهُ الْحَدِيثُ ، وَجَاءَهُمْ قَتْلُ
مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ عَرَفَ
عَلِيٌّ أَنَّ
nindex.php?page=showalam&ids=7246قَيْسَ بْنَ سَعْدٍ كَانَ يُدَارِي مِنْهُمْ أُمُورًا عِظَامًا مِنَ الْمُكَايَدَةِ الَّتِي قَصَّرَ عَنْهَا رَأْيُ عَلِيٍّ وَرَأْيُ مَنْ كَانَ يُؤَازِرُهُ عَلَى عَزْلِ
قَيْسٍ ، فَأَطَاعَ
عَلِيٌّ قَيْسًا فِي الْأَمْرِ كُلِّهِ ، وَجَعَلَهُ عَلَى مُقَدِّمَةِ أَهْلِ
الْعِرَاقِ وَمَنْ كَانَ
بِأَذْرِبِيجَانَ وَأَرْضِهَا ، وَعَلَى شُرْطَةِ الْخَمْسِينَ الَّذِينَ انْتَدَبُوا لِلْمَوْتِ ، وَبَايَعَ أَرْبَعُونَ أَلْفًا كَانُوا بَايَعُوا
عَلِيًّا عَلَى الْمَوْتِ ، فَلَمْ يَزَلْ
nindex.php?page=showalam&ids=7246قَيْسُ بْنُ سَعْدٍ يَسُدُّ 00000 ذَلِكَ الثَّغْرَ حَتَّى قُتِلَ
عَلِيٌّ .
وَاسْتَخْلَفَ أَهْلُ
الْعِرَاقِ الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ عَلَى الْخِلَافَةِ ، وَكَانَ
الْحَسَنُ لَا يُرِيدُ الْقِتَالَ ، وَلَكِنَّهُ كَانَ يُرِيدُ أَنْ يَأْخُذَ لِنَفْسِهِ مَا اسْتَطَاعَ مِنْ
مُعَاوِيَةَ ، ثُمَّ يَدْخُلُ فِي الْجَمَاعَةِ وَيُبَايِعُ ، فَعَرَفَ
الْحَسَنُ أَنَّ
nindex.php?page=showalam&ids=7246قَيْسَ بْنَ سَعْدٍ لَا يُوَافِقُهُ عَلَى ذَلِكَ ، فَنَزَعَهُ وَأَمَّرَ مَكَانَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=5409عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ الْعَبَّاسِ ، فَلَمَّا عَرَفَ
nindex.php?page=showalam&ids=5409عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ الْعَبَّاسِ الَّذِي يُرِيدُ
الْحَسَنُ أَنْ يَأْخُذَ لِنَفْسِهِ ، كَتَبَ
عُبَيْدُ اللَّهِ إِلَى
مُعَاوِيَةَ يَسْأَلُهُ الْأَمَانَ ، وَيَشْتَرِطُ لِنَفْسِهِ عَلَى الْأَمْوَالِ الَّتِي أَصَابَ ، فَشَرَطَ ذَلِكَ
مُعَاوِيَةُ [ لَهُ ] وَبَعَثَ إِلَيْهِ
[ ص: 462 ] ابْنَ عَامِرٍ فِي خَيْلٍ عَظِيمَةٍ ، فَخَرَجَ إِلَيْهِمْ
عُبَيْدُ اللَّهِ لَيْلًا ، حَتَّى لَحِقَ بِهِمْ ، وَتَرَكَ جُنْدَهُ - الَّذِينَ هُوَ عَلَيْهِمْ - لَا أَمِيرَ لَهُمْ ، وَمَعَهُمْ
nindex.php?page=showalam&ids=7246قَيْسُ بْنُ سَعْدٍ ، فَأَمَّرَتْ شُرْطَةُ الْخَمْسِينَ
nindex.php?page=showalam&ids=7246قَيْسَ بْنَ سَعْدٍ ، وَتَعَاهَدُوا وَتَعَاقَدُوا عَلَى قِتَالِ
مُعَاوِيَةَ nindex.php?page=showalam&ids=59وَعَمْرِو بْنِ الْعَاصِ حَتَّى يَشْتَرِطَ لِشِيعَةِ
عَلِيٍّ وَلِمَنْ كَانَ اتَّبَعَهُ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَدِمَائِهِمْ وَمَا أَصَابُوا مِنَ الْفِتْنَةِ ، فَخَلَصَ
مُعَاوِيَةُ حِينَ فَرَغَ مِنْ
عُبَيْدِ اللَّهِ وَالْحَسَنِ إِلَى مُكَايَدَةِ رَجُلٍ هُوَ أَهَمُّ النَّاسِ عِنْدَهُ مَكِيدَةً ، وَعِنْدَهُ أَرْبَعُونَ أَلْفًا ، فَنَزَلَ بِهِمْ
مُعَاوِيَةُ وَعَمْرٌو [ وَ ] أَهْلُ
الشَّامِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ، وَيُرْسِلُ
مُعَاوِيَةُ إِلَى
قَيْسٍ وَيُذَكِّرُهُ اللَّهَ وَيَقُولُ : عَلَى طَاعَةِ مَنْ تُقَاتِلُنِي ؟ وَيَقُولُ : قَدْ بَايَعَنِي الَّذِي تُقَاتِلُ عَلَى طَاعَتِهِ ، فَأَبَى
قَيْسٌ أَنْ يُقِرَّ لَهُ حَتَّى أَرْسَلَ
مُعَاوِيَةُ بِسِجِلٍّ قَدْ خَتَمَ لَهُ فِي أَسْفَلِهِ فَقَالَ : اكْتُبْ فِي هَذَا السِّجِلِّ ، فَمَا كَتَبْتَ فَهُوَ لَكَ فَقَالَ
عَمْرٌو لِمُعَاوِيَةَ : لَا تُعْطِهِ هَذَا وَقَاتِلْهُ ، فَقَالَ
مُعَاوِيَةُ - وَكَانَ خَيْرَ الرَّجُلَيْنِ - : عَلَى رِسْلِكَ يَا
أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ، فَإِنَّا لَنْ نَخْلُصَ إِلَى قَتَلِ هَؤُلَاءِ حَتَّى يُقْتَلَ عَدَدُهُمْ مِنْ أَهْلِ
الشَّامِ ، فَمَا خَيْرُ الْحَيَاةِ بَعْدَ ذَلِكَ ؟ وَإِنِّي وَاللَّهِ لَا أُقَاتِلُهُ حَتَّى [ لَا ] أَجِدَ مِنْ ذَلِكَ بُدًّا ، فَلَمَّا بَعَثَ إِلَيْهِ
مُعَاوِيَةُ بِذَلِكَ السِّجِلِّ اشْتَرَطَ
nindex.php?page=showalam&ids=7246قَيْسُ بْنُ سَعْدٍ لِنَفْسِهِ وَلِشِيعَةِ
عَلِيٍّ الْأَمَانَ عَلَى مَا أَصَابُوا مِنَ الدِّمَاءِ وَالْأَمْوَالِ ، وَلَمْ يَسْأَلْ
مُعَاوِيَةَ فِي ذَلِكَ مَالًا ، فَأَعْطَاهُ
مُعَاوِيَةُ مَا اشْتَرَطَ
[ ص: 463 ] عَلَيْهِ ، وَدَخَلَ
قَيْسٌ وَمَنْ مَعَهُ فِي الْجَمَاعَةِ . وَكَانَ يُعَدُّ فِي الْعَرَبِ - حَتَّى ثَارَتِ الْفِتْنَةُ الْأُولَى - خَمْسَةٌ يُقَالُ لَهُمْ : ذَوُو رَأْيِ الْعَرَبِ وَمَكِيدَتُهُمْ ، يُعَدُّ مِنْ
قُرَيْشٍ مُعَاوِيَةُ وَعَمْرٌو ، وَيُعَدُّ مِنَ الْأَنْصَارِ
nindex.php?page=showalam&ids=7246قَيْسُ بْنُ سَعْدٍ ، وَيُعَدُّ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُدَيْلِ بْنِ وَرْقَاءَ الْخُزَاعِيُّ ، وَيُعَدُّ مِنْ
ثَقِيفٍ nindex.php?page=showalam&ids=19الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ ، فَكَانَ مَعَ
عَلِيٍّ مِنْهُمْ رَجُلَانِ :
nindex.php?page=showalam&ids=7246قَيْسُ بْنُ سَعْدٍ ،
وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُدَيْلٍ ، وَكَانَ
الْمُغِيرَةُ مُعْتَزِلًا
بِالطَّائِفِ وَأَرْضِهَا ، فَلَمَّا حُكِّمَ الْحَكَمَانِ فَاجْتَمَعَا
بِأَذْرُحَ ، وَافَاهُمَا
nindex.php?page=showalam&ids=19الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ ، وَأَرْسَلَ الْحَكَمَانِ إِلَى
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ ، وَإِلَى
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ ، وَوَافَى رِجَالًا كَثِيرًا مِنْ
قُرَيْشٍ وَوَافَى
مُعَاوِيَةُ بِأَهْلِ
الشَّامِ وَوَافَى
nindex.php?page=showalam&ids=110أَبُو مُوسَى الْأَشْعَرِيُّ nindex.php?page=showalam&ids=59وَعَمْرُو بْنُ الْعَاصِ - وَهُمَا الْحَكَمَانِ -
وَأَبَى عَلِيٌّ وَأَهْلُ
الْعِرَاقِ أَنْ يُوَافُوا ، فَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=19الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ لِرِجَالٍ مِنْ ذَوِي رَأْيِ أَهْلِ
قُرَيْشٍ : هَلْ تَرَوْنَ أَحَدًا يَقْدِرُ عَلَى أَنْ يَسْتَطِيعَ أَنْ يَعْلَمَ : أَيَجْتَمِعُ هَذَانِ الْحَكَمَانِ أَمْ لَا ؟ فَقَالُوا لَهُ : لَا نَرَى أَنَّ أَحَدًا يَعْلَمُ ذَلِكَ قَالَ : فَوَاللَّهِ إِنِّي لَأَظُنُّنِي سَأَعْلَمُهُ مِنْهُمَا حِينَ أَخْلُو بِهِمَا فَأُرَاجِعُهُمَا . فَدَخَلَ عَلَى
عَمْرِو [ ص: 464 ] بْنِ الْعَاصِ فَبَدَأَ بِهِ فَقَالَ : يَا
أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ، أَخْبِرْنِي عَمَّا أَسْأَلُكَ عَنْهُ : كَيْفَ تَرَانَا مَعْشَرَ الْمُعْتَزِلَةِ ؟ فَإِنَّا قَدْ شَكَكْنَا فِي هَذَا الْأَمْرِ الَّذِي قَدْ تَبَيَّنَ لَكُمْ فِي هَذَا الْقِتَالِ ، وَرَأَيْنَا نَسْتَأْنِي وَنَتَثَبَّتُ حَتَّى تَجْتَمِعَ الْأُمَّةُ عَلَى رَجُلٍ فَنَدْخُلَ فِي صَالِحِ مَا دَخَلَتْ فِيهِ الْأُمَّةُ ؟ فَقَالَ
عَمْرٌو : أَرَاكُمْ مَعْشَرَ الْمُعْتَزِلَةِ خَلْفَ الْأَبْرَارِ وَمَعْشَرَ الْفُجَّارِ فَانْصَرَفَ
الْمُغِيرَةُ وَلَمْ يَسْأَلْهُ عَنْ غَيْرِ ذَلِكَ حَتَّى دَخَلَ عَلَى
nindex.php?page=showalam&ids=110أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ ، فَخَلَا بِهِ فَقَالَ لَهُ نَحْوًا مِمَّا قَالَ
لِعَمْرٍو ، فَقَالَ
أَبُو مُوسَى : أَرَاكُمْ أَثْبَتَ النَّاسِ رَأْيًا ، وَأَرَى فِيكُمْ بَقِيَّةَ الْمُسْلِمِينَ . فَانْصَرَفَ فَلَمْ يَسْأَلْهُ عَنْ غَيْرِ ذَلِكَ قَالَ : فَلَقِيَ أَصْحَابَهُ الَّذِينَ قَالَ لَهُمْ مَا قَالَ مِنْ ذَوِي رَأْيِ
قُرَيْشٍ قَالَ : أُقْسِمُ لَكُمْ لَا يَجْتَمِعُ هَذَانِ عَلَى رَجُلٍ وَاحِدٍ ، وَلَيَدْعُوَنَّ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا إِلَى رَأْيِهِ .
فَلَمَّا اجْتَمَعَ الْحَكَمَانِ ، وَتَكَلَّمَا خَالِيَيْنِ فَقَالَ
عَمْرٌو : يَا
أَبَا مُوسَى ، أَرَأَيْتَ أَوَّلَ مَا نَقْضِي بِهِ فِي الْحَقِّ ؟ عَلَيْنَا أَنْ نَقْضِيَ لِأَهْلِ الْوَفَاءِ بِالْوَفَاءِ ، وَلِأَهْلِ الْغَدْرِ بِالْغَدْرِ ، فَقَالَ
أَبُو مُوسَى : وَمَا ذَلِكَ ؟ قَالَ : أَلَسْتَ تَعْلَمُ أَنَّ
مُعَاوِيَةَ وَأَهْلَ
الشَّامِ قَدْ وَافَوْا لِلْمَوْعِدِ الَّذِي وَعَدْنَاهُمْ إِيَّاهُ ؟ فَقَالَ :
[ ص: 465 ] فَاكْتُبْهَا ، فَكَتَبَهَا
أَبُو مُوسَى ، فَقَالَ
عَمْرٌو : قَدْ أُخْلِصْتُ أَنَا وَأَنْتَ أَنْ نُسَمِّيَ رَجُلًا يَلِي أَمْرَ هَذَهِ الْأُمَّةِ ، فَسَمِّ يَا
أَبَا مُوسَى ، فَإِنِّي أَقْدِرُ عَلَى أَنْ أُبَايِعَكَ مِنْكَ عَلَى أَنْ تُبَايِعَنِي ، فَقَالَ
أَبُو مُوسَى : أُسَمِّي
nindex.php?page=showalam&ids=12عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ - وَكَانَ
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ فِيمَنِ اعْتَزَلَ - فَقَالَ
عَمْرٌو : فَأَنَا أُسَمِّي لَكَ
nindex.php?page=showalam&ids=33مُعَاوِيَةَ بْنَ أَبِي سُفْيَانَ ، فَلَمْ يَبْرَحَا مِنْ مَجْلِسِهِمَا ذَلِكَ حَتَّى اخْتَلَفَا وَاسْتَبَّا ، ثُمَّ خَرَجَا إِلَى النَّاسِ ، ثُمَّ قَالَ
أَبُو مُوسَى : يَا أَيُّهَا النَّاسُ ، إِنِّي قَدْ وَجَدْتُ مَثَلَ
nindex.php?page=showalam&ids=59عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ مَثَلَ الَّذِي قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=175وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا حَتَّى بَلَغَ
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=176لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=59عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ : يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي وَجَدْتُ مَثَلَ
أَبِي مُوسَى مَثَلَ الَّذِي قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=62&ayano=5مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا حَتَّى بَلَغَ الظَّالِمِينَ ثُمَّ كَتَبَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا بِالْمَثَلِ الَّذِي ضَرَبَ لِصَاحِبِهِ إِلَى الْأَمْصَارِ .
قَالَ الزُّهْرِيُّ : عَنْ
سَالِمٍ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=12ابْنِ عُمَرَ قَالَ
مَعْمَرٌ : وَأَخْبَرَنِي
nindex.php?page=showalam&ids=16446ابْنُ طَاوُسٍ ، عَنْ
عِكْرِمَةَ بْنِ خَالِدٍ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ : فَقَامَ
مُعَاوِيَةُ عَشِيَّةً فَأَثْنَى عَلَى اللَّهِ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ ثُمَّ قَالَ : أَمَّا بَعْدُ ، فَمَنْ كَانَ مُتَكَلِّمًا فِي هَذَا الْأَمْرِ ، فَلْيُطْلِعْ لِي قَرْنَهُ ، فَوَاللَّهِ لَا يُطْلِعُ فِيهِ أَحَدٌ إِلَّا كُنْتُ أَحَقَّ بِهِ مِنْهُ وَمَنْ أَبِيهِ - قَالَ : يُعَرِّضُ
nindex.php?page=showalam&ids=12بِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ - قَالَ
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ : " فَأَطْلَقْتُ
[ ص: 466 ] حَبْوَتِي فَأَرَدْتُ أَنْ أَقُومَ إِلَيْهِ فَأَقُولَ : يَتَكَلَّمُ فِيهِ رِجَالٌ قَاتَلُوكَ وَأَبَاكَ عَلَى الْإِسْلَامِ ، ثُمَّ خَشِيتُ أَنْ أَقُولَ كَلِمَةً تُفَرِّقُ بَيْنَ الْجَمْعِ ، وَتُسْفَكُ فِيهِ الدِّمَاءُ ، وَأُحْمَلُ فِيهِ عَلَى غَيْرِ رَأْيٍ ، فَكَانَ مَا وَعَدَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى فِي الْجِنَانِ أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْ ذَلِكَ قَالَ : فَلَمَّا انْطَلَقْتُ إِلَى مَنْزِلِي أَتَانِي
nindex.php?page=showalam&ids=200حَبِيبُ بْنُ مَسْلَمَةَ فَقَالَ : مَا الَّذِي مَنَعَكَ أَنْ تَتَكَلَّمَ حِينَ سَمِعْتَ الرَّجُلَ أَنْ يَتَكَلَّمَ فَقُلْتُ لَهُ : لَقَدْ أَرَدْتُ ذَلِكَ ثُمَّ خَشِيتُ أَنْ أَقُولَ كَلِمَةً تُفَرِّقُ بَيْنَ الْجَمْعِ ، وَتُسْفَكُ فِيهَا الدِّمَاءُ ، وَأُحْمَلُ فِيهَا عَلَى غَيْرِ رَأْيٍ ، فَكَانَ مَا وَعَدَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى فِي الْجِنَانِ أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْ ذَلِكَ كُلِّهِ ، فَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=200حَبِيبُ بْنُ مَسْلَمَةَ nindex.php?page=showalam&ids=12لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ : فِدَاكَ أَبِي وَأُمِّي ، فَإِنَّكَ عُصِمْتَ ، وَحُفِظْتَ مِمَّا خِفْتَ عُرَّتَهُ " .