الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                            صفحة جزء
                                                                                            5086 - حدثناه أبو العباس محمد بن يعقوب ، ثنا بحر بن نصر الخولاني ، ثنا بشر بن بكر ، حدثني عبد الرحمن بن يزيد بن جابر ، حدثني عطاء الخراساني قال : قدمت المدينة فأتيت ابنة ثابت بن قيس بن شماس فذكرت قصة أبيها ، قالت : لما أنزل الله على رسوله صلى الله عليه وآله وسلم " لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي " الآية ، وآية " والله لا يحب كل مختال فخور " جلس أبي في بيته يبكي ، ففقده رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، فسأله عن أمره ، فقال : إني امرؤ جهير الصوت ، وأخاف أن يكون قد حبط عملي ، فقال : " بل تعيش حميدا ، وتموت شهيدا ، ويدخلك الله الجنة بسلام " فلما كان يوم اليمامة مع خالد بن الوليد استشهد فرآه رجل من المسلمين في منامه ، فقال : إني لما قتلت انتزع درعي رجل من المسلمين وخبأه في أقصى العسكر وهو عنده ، وقد أكب على الدرع برمة ، وجعل على البرمة رحلا ، فأت الأمير فأخبره ، وإياك أن تقول هذا حلم فتضيعه ، وإذا أتيت المدينة فأت فقل لخليفة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : إن علي من الدين كذا وكذا ، وغلامي فلان من رقيقي عتيق ، وإياك أن تقول هذا حلم فتضيعه ، قال : فأتاه فأخبره الخبر فوجد الأمر على ما أخبره ، وأتى أبا بكر فأخبره فأنفذ وصيته فلا نعلم أحدا بعدما مات أنفذ وصيته غير ثابت بن قيس بن شماس .

                                                                                            التالي السابق


                                                                                            الخدمات العلمية