الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                            صفحة جزء
                                                                                            5104 - أخبرناه محمد بن محمد البغدادي ، ثنا محمد بن عمرو بن خالد الحراني ، ثنا أبي ، ثنا ابن لهيعة ، عن أبي الأسود ، عن عروة قال : فر عكرمة بن أبي جهل يوم الفتح عامدا إلى اليمن ، وأقبلت أم حكيم بنت الحارث بن هشام وهي يومئذ مسلمة وهي تحت عكرمة بن أبي جهل ، فاستأذنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في طلب زوجها ، فأذن لها وأمنه ، فخرجت برومي لها فراودها عن نفسها ، فلم تزل تمنيه وتقرب له حتى قدمت على أناس من مكة فاستغاثتهم عليه فأوثقوه ، فأدركت زوجها ببعض تهامة وقد كان ركب في سفينة ، فلما جلس فيها نادى باللات والعزى ، فقال أصحاب السفينة : لا يجوز هاهنا أحد يدعو شيئا إلا الله وحده مخلصا ، فقال عكرمة : والله لئن كان في البحر وحده أنه في البر وحده ، أقسم بالله لأرجعن إلى محمد صلى الله عليه وآله وسلم ، فرجع عكرمة مع امرأته ، " فدخل على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فبايعه فقبل منه ، ودخل رجل من هذيل حين هزمت بنو بكر على امرأته فارا فلامته وعجزته وعيرته بالفرار فقال :


                                                                                            وأنت لو رأيتنا بالخندمه إذ فر صفوان وفر عكرمه     وألحمونا بالسيوف المسلمه
                                                                                            يقطعن كل ساعد وجمجمه     لم تنطقي في اللوم أدنى كلمه

                                                                                            قال عروة : واستشهد يوم أجنادين من المسلمين ، ثم من قريش ، ثم من بني مخزوم عكرمة بن أبي جهل
                                                                                            .

                                                                                            التالي السابق


                                                                                            الخدمات العلمية