2212 - سفر  أبي ذر  إلى  مكة   في طلب الإسلام  
2213 - إعلان  أبي ذر  إسلامه على قومه  
 5507     - حدثنا   أبو العباس محمد بن يعقوب  ، ثنا   محمد بن سنان القزاز  ، ثنا  أبو عاصم  ،  وسعد بن عامر  ، قالا : ثنا  المثنى بن سعيد القصير  ، حدثني  أبو حمزة  ، قال :  قال لنا   ابن عباس     : ألا أخبركم بإسلام  أبي ذر  ؟   قال : قلنا : بلى ، قال : قال  أبو ذر     : كنت رجلا من غفار فبلغنا أن رجلا خرج  بمكة   يزعم أنه نبي ، فقلت لأخي : انطلق إلى هذا الرجل فكلمه وائتني بخبره ، فانطلق ، فلقيه ، ثم رجع ، فقلت : ما عندك ؟ فقال : والله لقد رأيت رجلا يأمر بالخير وينهى عن الشر ، قال : فقلت له : لم يشفني من الخبر ، قال : فأخذت جرابا وعصا ، ثم أقبلت إلى  مكة   ، فجعلت لا أعرفه ، وأكره أن أسأل عنه ، وأشرب من ماء  زمزم   ، وأكون في المسجد ، قال : فمر بي علي فقال : كأن الرجل غريب ، قلت : نعم ، قال : فانطلق إلى المنزل ، فانطلقت معه لا يسألني عن شيء ، ولا أخبره ، قال : ثم لما أصبحت غدوت إلى المسجد لأسأل عنه ، وليس أحد يخبرني عنه بشيء ، فمر بي علي ، فقال : أما  آن  للرجل أن يعرف منزله بعد ؟ قال : قلت : لا ، قال : انطلق معي ، فقال : ما أقدمك هذه البلدة ؟ قلت له : إن كتمت علي أخبرتك ؟ قال : فإني أفعل ، قلت له : بلغنا أنه خرج من هاهنا رجل يزعم أنه نبي ، فأرسلت أخي ليكلمه ، فرجع ولم يشفني من الخبر ، فأردت أن ألقاه ، قال : أما إنك قد رشدت ، هذا وجهي ، فاتبعني ، وادخل حيث أدخل ، فإني إن رأيت أحدا أخافه عليك قمت إلى الحائط أصلح نعلي وامض أنت ، قال : فمضى ومضيت معه حتى دخل ، ودخلت      [ ص: 408 ] معه على النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقلت : يا رسول الله ، اعرض علي الإسلام ، فعرض علي الإسلام فأسلمت مكاني ، قال : فقال لي : " يا  أبا ذر  ، اكتم هذا الأمر ، وارجع إلى بلدك ، فإذا بلغك ظهورنا فأقبل " قال : فقلت : والذي بعثك بالحق لأصرخن بها بين أظهرهم ، فجاء إلى المسجد  وقريش   فيه ، فقال : يا معشر  قريش   ، أشهد أن لا إله إلا الله ، وأشهد أن  محمدا   عبده ورسوله ، فقالوا : قوموا إلى هذا الصابئ ، فقاموا فضربت لأموت ، فأدركني  العباس  ، فأكب علي ، ثم أقبل عليهم ، فقال : ويلكم تقتلون رجلا من  بني غفار   ، ومتجركم وممركم على  غفار   ، فأقلعوا عني ، فلما أصبحت الغد ، رجعت فقلت مثل ما قلت بالأمس ، فقالوا : قوموا إلى هذا الصابئ ، فأدركنيالعباس  ، فأكب علي ، وقال : مثل مقالته بالأمس ، فكان أول إسلام  أبي ذر     " هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ، ولم يخرجاه " .  
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					