5774     - حدثنا   علي بن حمشاذ العدل  ، ثنا   الحسين بن الفضل البجلي  ،  ومحمد بن غالب الضبي  ، قالا : ثنا   عفان بن مسلم  ، ثنا   حماد بن سلمة  ، عن   سعيد الجريري  ، عن   أبي نضرة  ، عن  أسير بن جابر  قال :  لما أقبل  أهل  اليمن    جعل  عمر  رضي الله عنه يستقري الرفاق فيقول : هل فيكم أحد من  قرن   ؟ حتى أتى عليه قرن فقال : من أنتم ؟ قالوا : قرن ، فرفع  عمر  بزمام أو زمام  أويس  فناوله  عمر  فعرفه بالنعت ، فقال له  عمر     : ما اسمك ؟ قال : أنا  أويس  ، قال : هل كان لك والدة ؟ قال : نعم ، قال : هل بك من البياض ؟ قال : نعم ، دعوت الله تعالى فأذهبه عني إلا موضع الدرهم من سرتي لأذكر به ربي ، فقال له  عمر     : استغفر لي ، قال : أنت أحق أن تستغفر لي ، أنت صاحب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، فقال  عمر     : إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول :    "  إن خير التابعين رجل يقال له   أويس القرني   ، وله والدة ، وكان به بياض فدعا ربه فأذهبه عنه ، إلا موضع الدرهم في سرته "  قال : فاستغفر له ، قال : ثم دخل في أغمار الناس ، فلم يدر أين وقع ؟ قال : ثم قدم  الكوفة   ، فكنا نجتمع في حلقة فنذكر الله ، وكان يجلس معنا فكان إذ ذكرهم وقع حديثه من قلوبنا موقعا لا يقع حديث غيره ، ففقدته يوما ، فقلت لجليس لنا : ما فعل الرجل الذي كان يقعد إلينا ؟ لعله اشتكى ، فقال رجل : من هو ؟ فقلت : من هو ؟ قال : ذاك   أويس القرني  ، فدللت على منزله ، فأتيته فقلت : يرحمك الله ، أين كنت ؟ ولم تركتنا ؟ فقال : لم يكن لي رداء فهو الذي منعني من إتيانكم ، قال : فألقيت إليه ردائي ، فقذفه إلي ، قال : فتخاليته ساعة ، ثم قال : لو أني أخذت رداءك هذا فلبسته فرآه علي قومي ، قالوا : انظروا إلى هذا المرائي لم يزل في الرجل حتى خدعه وأخذ رداءه ، فلم أزل به حتى أخذه ، فقلت : انطلق حتى أسمع ما يقولون ، فلبسه فخرجنا ، فمر بمجلس قومه ، فقالوا : انظروا إلى هذا المرائي لم يزل بالرجل حتى خدعه وأخذ رداءه ، فأقبلت عليهم ، فقلت : ألا تستحيون لم تؤذونه ؟ والله لقد عرضته عليه فأبى أن يقبله ، قال : فوفدت وفود من قبائل العرب إلى  عمر  فوفد فيهم سيد قومه ، فقال لهم   عمر بن الخطاب     : أفيكم أحد من  قرن   ؟ فقال له سيدهم : نعم ،      [ ص: 499 ] أنا فقال له : هل تعرف رجلا من  أهل  قرن    يقال له  أويس  من أمره كذا ومن أمره كذا ؟ فقال : يا أمير المؤمنين ما تذكر من شأن ذاك ومن ذاك ، فقال له  عمر     : ثكلتك أمك ، أدركه مرتين أو ثلاثا ، ثم قال : إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال لنا : "  إن رجلا يقال له  أويس  من  قرن   من أمره كذا ومن أمره كذا     " فلما قدم الرجل لم يبدأ بأحد قبله فدخل عليه ، فقال : استغفر لي ، فقال : ما بدا لك ؟ قال : إن  عمر  ، قال لي : كذا وكذا ، قال : ما أنا بمستغفر لك حتى تجعل لي ثلاثا ، قال : وما هن ؟ قال : لا تؤذيني فيما بقي ، ولا تخبر بما قال لك  عمر  أحدا من الناس ، ونسي الثالثة     .  
				
						
						
