الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                            صفحة جزء
                                                                                            6625 - حدثنا علي بن حمشاذ العدل ، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، حدثني أبي ، ثنا محمد بن يزيد الواسطي ، ثنا زياد الجصاص ، عن الحسن ، حدثني قيس بن عاصم المنقري ، رضي الله عنه قال : قدمت على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فلما رآني سمعته يقول : " هذا سيد أهل الوبر " ، فلما نزلت أتيته فجعلت أحدثه ، فقلت : يا رسول الله ما المال الذي لا يكون علي فيه تبعة من ضيف ضافني وعيال كثروا ؟ فقال : " نعم المال الأربعون الأكثر الستون ، وويل لأصحاب المئين إلا من أعطى في رسلها وبجدتها ، وأفقر ظهرها ، وأطعم القانع والمعتر " ، قلت : يا نبي الله ما أكرم هذه الأخلاق وأحسنها ، يا نبي الله لا تحل بالوادي الذي أنا فيه بكثرة إبلي قال : " فكيف تصنع ؟ " قلت : تعدوا الإبل وتعدوا الناس فمن شاء أخذ برأس بعير وذهب به ، فقال : " فما تصنع بأفقار ظهرها ؟ " قلت : إني لا أفقر الصغير ولا الناب المدبر قال : " فمالك أحب إليك أم مال مواليك ؟ " قلت : مالي أحب إلي من مال موالي قال : " فإن لك من مالك ما أكلت فأفنيت ، أو لبست فأبليت ، أو أعطيت فأمضيت ، وإلا فلمواليك " فقلت : والله لو بقيت لأفنين عددها . قال الحسن : ففعل والله فلما حضرت قيس الوفاة أوصى بنيه قال : إياكم والمسألة ، فإنها آخر كسب المرء ، إن أحدا لم يسأل إلا ترك كسبه .

                                                                                            التالي السابق


                                                                                            الخدمات العلمية