وهو زياد بن أبي زياد مولى عبد الله بن عياش بن أبي ربيعة المخزومي ، يكنى أبا جعفر واسم أبي زياد ميسرة فيما ذكر البخاري وكان زياد هذا أحد الفضلاء العباد الثقات من أهل المدينة يقال : إنه لم يكن في عصره بالمدينة مولى أفضل منه ، ومن أبي جعفر القاري وولاؤهما جميعا واحد ، قال ابن وهب : سمعت مالكا يقول : كان زيد بن أبي زياد عابدا ، وكان يلبس الصوف ، وكان يكون وحده ، ولا يجالس أحدا ، وكانت فيه لكنة ، وذكر العقيلي في تاريخه الكبير قال : أخبرنا يحيى بن عثمان حدثنا حامد بن يحيى حدثنا بكر بن صدقة قال : وزياد بن أبي زياد هو الذي يقول فيه جرير بن الخطفي إذ اجتمعوا عند باب عمر بن عبد العزيز فخرج الرسول فقال : أين زياد بن أبي زياد فأذن له فقال جرير : [ ص: 38 ]
يا أيها القارئ المرخي عمامته هذا زمانك أنى قد مضى زمني أبلغ خليفتنا إن كنت لاقيه
أنا لدى الباب محبوسون في قرن
قال أبو عمر :
قد روي من وجوه أن هذا القول إنما قاله جرير لعون بن عبد الله بن عتبة ، والله أعلم .
لمالك عن زياد بن أبي زياد هذا من مرفوعات الموطإ حديث واحد مرسل ، وآخر موقوف مسند .


