[ ص: 5 ] وقالت طائفة أخرى من أصحابنا : لسنا نقول : إن  المسند الذي اتفقت جماعة أهل الفقه والأثر في سائر الأمصار ، وهم الجماعة ، على قبوله   ، والاحتجاج به ، واستعماله ، كالمرسل الذي اختلف في الحكم به وقبوله في كل أحواله ، بل نقول : إن للمسند مزية فضل لموضع الاتفاق ، وسكون النفس إلى كثرة القائلين به ، وإن كان المرسل يجب أيضا العمل به ، وشبه ذلك من مذهبه بالشهود يكون بعضهم أفضل حالا من بعض وأقعد ، وأتم معرفة ، وأكثر عددا ، وإن كان البعض عدلين جائزي الشهادة ، وكلا الوجهين يوجب العمل ، ولا يقطع العذر .  
وممن كان يقول هذا :  أبو عبد الله محمد بن أحمد بن إسحاق بن خواز بنداذ البصري المالكي     .  
وأما   أبو حنيفة  وأصحابه ; فإنهم يقبلون المرسل ، ولا يردونه إلا بما يردون به المسند من التأويل والاعتلال على أصولهم في ذلك .  
وقال سائر أهل الفقه ، وجماعة أصحاب الحديث في كل الأمصار فيما علمت :  الانقطاع في الأثر   علة تمنع من وجوب العمل به ، وسواء عارضه خبر متصل أم لا ، وقالوا : إذا اتصل خبر ، وعارضه خبر منقطع ; لم يعرج على المنقطع مع المتصل ، وكان المصير إلى المتصل دونه .  
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					