الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
معلومات الكتاب

التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد

ابن عبد البر - أبو عمر يوسف بن عبد الله بن محمد بن عبد البر

صفحة جزء
1782 حديث ثالث عشر لإسحاق ، عن زفر بن صعصعة بن مالك

مالك ، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة ، عن زفر بن صعصعة بن مالك ، عن أبيه ، عن أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان إذا انصرف من صلاة الغداة يقول : هل رأى أحد منكم الليلة رؤيا ؟ ويقول : إنه ليس يبقى بعدي من النبوة إلا الرؤيا الصالحة .

التالي السابق


لا نعلم لزفر بن صعصعة ، ولا لأبيه غير هذا الحديث ، وهما مدنيان ، وهكذا قال يحيى ، عن أبيه ، وتابعه أكثر الرواة ، وهو الصواب ، ومنهم من يقول فيه ، عن زفر بن صعصعة ، عن أبي هريرة ، لا يقول عن أبيه .

وهذا الحديث يدل على شرف علم الرؤيا وفضلها ; لأنه - صلى الله عليه وسلم - إنما كان يسأل عنها لتقص عليه ويعبرها ، ليعلم أصحابه كيف الكلام في تأويلها ، وقد أثنى الله عز وجل على يوسف بن يعقوب صلى الله عليهما ، وعدد عليه فيما عدد من النعم التي آتاه التمكين في الأرض ، وتعليم تأويل الأحاديث .

[ ص: 314 ] وأجمعوا أن ذلك في تأويل الرؤيا ، وكان يوسف عليه السلام أعلم الناس بتأويلها ، وكان نبينا - صلى الله عليه - نحو ذلك ، وكان أبو بكر الصديق من أعبر الناس لها ، وحصل لابن سيرين فيها التقدم العظيم والطبع والإحسان ، ونحوه أو قرب منه كان سعيد بن المسيب في ذلك فيما ذكروا .

وقد تقدم القول في أمر الرؤيا فأغنى عن إعادته في هذا الموضع .

وفي هذا الحديث أنه لا نبي بعد رسول الله ، صلى الله عليه وسلم .

وفيه تفسير لما روي عنه عليه السلام أنه قال : لا نبوة بعدي إلا ما شاء الله يعني - والله أعلم - الرؤيا التي هي جزء منها .

وقيل في تأويل هذا الحديث أشياء غير هذا قد ذكرها أبو جعفر الطبري لا حاجة بنا إلى ذكرها هاهنا .

وفيه إباحة الكلام بعد صلاة الصبح قبل طلوع الشمس بغير الذكر .

وفيه جواز قول العالم : سلوني ، و : من عنده مسألة ؟ ونحو هذا ، والله الموفق للصواب .




الخدمات العلمية