الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
5099 - وعن عائشة - رضي الله عنها - قالت : كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : " اللهم كما حسنت خلقي فأحسن خلقي " . رواه أحمد .

التالي السابق


5099 - ( وعن عائشة قالت : كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول ) أي : مطلقا أو عند نظره إلى المرآة على ما صرح به الجزري في الحصن ، وهو اللائق للحديث السابق . ( اللهم كما حسنت خلقي فأحسن خلقي ) : يحتمل أن يريد به طلب الكمال وإتمام النعمة عليه بإكمال دينه . قال تعالى : اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي وفيه إشارة إلى قول عائشة - رضي الله عنها - : كان خلقه القرآن ، وأن يكون قد طلب المزيد والثبات على ما كان . قلت : طلب الثبات على ما كان بالنسبة إليه صلى الله عليه وسلم كتحصيل الحاصل الذي لا يرضى به الكامل ، فالتحقيق أنه لطلب المزيد كما يفيده قوله تعالى : وقل رب زدني علما وقد صرح بعض العارفين بأن الترقيات الباطنية لا تتناهى حتى في الجنة لأنها حاصلة من التجليات الإلهية وهي لا تحصى ، ولعل في قوله سبحانه : للذين أحسنوا الحسنى وزيادة إيماء إلى هذه الإفادة ( رواه أحمد ) : وكذا رواه الدارمي عن عائشة وابن حبان ، عن ابن مسعود ولفظهما : " اللهم أنت حسنت خلقي فحسن خلقي " . ورواه البزار عن عائشة وأبي هريرة أيضا بلفظ : " اللهم كما حسنت خلقي فأحسن خلقي وحرم وجهي على النار " .

[ ص: 3185 ]



الخدمات العلمية