الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
5143 - وعن جرير بن عبد الله - رضي الله عنه - قال : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : " ما من رجل يكون في قوم يعمل فيهم بالمعاصي ، يقدرون على أن يغيروا عليهم ولا يغيرون ، إلا أصابهم الله منه بعقاب قبل أن يموتوا " . رواه أبو داود ، وابن ماجه .

التالي السابق


5143 - ( وعن جرير بن عبد الله ) أي : البجلي ( قال : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : ما من رجل يكون في قوم يعمل ) : بفتح الياء صفة ثانية لرجل أو حال منه وسوغه وصفه أي : يفعل ( فيهم بالمعاصي ) أي : بهذا الجنس من العمل ( يقدرون ) أي : القوم ( على أن يغيروا عليهم ) أي : على الرجل باليد أو اللسان ، فإنه لا مانع من إنكار الجنان ( ولا يغيرون إلا أصابهم الله منه ) أي : من عنده تعالى ( بعقاب قبل أن يموتوا ) : قال الطيبي رحمه الله : الضمير المجرور إما عائد إلى الرجل أو إلى عدم التغيير ، وتكون " من " ابتدائية أي : بسبب شؤمه ، وأن يعود إلى الله تعالى أي : عذابا من عنده ، وهذا أبلغ كقوله تعالى إني أخاف أن يمسك عذاب من الرحمن ( رواه أبو داود ، وابن ماجه ) : وأخرج عبد الرزاق ، وعبد بن حميد ، عن جرير البجلي ولفظه : سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول : " ما من قوم يكون بين أظهرهم رجل يعمل بالمعاصي هم أمنع منه وأعز ، ثم لا يغيرون عليه إلا أوشك أن يعمهم الله منه بعقاب " . قال الطيبي رحمه الله : وهذا الحديث مخالف للحديث الذي في المصابيح بحسب اللفظ ، وكان موضعه الفصل الثالث إلا أنه ذكره هنا تنبيها على أن المؤلف ما وجد في الأصول كما في المصابيح . قلت : هذا التنبيه موجه نبيه متضمن للاعتراض الفعلي ، وأما كون موضعه الفصل الثالث فليس في موضعه .




الخدمات العلمية