الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
5206 - وعن جبير بن نفير مرسلا ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ما أوحي إلي أن أجمع المال وأكون من التاجرين ، ولكن أوحي إلي أن : سبح بحمد ربك وكن من الساجدين واعبد ربك حتى يأتيك اليقين رواه في ( شرح السنة ) وأبو نعيم في ( الحلية ) عن أبي مسلم .

التالي السابق


5206 - ( وعن جبير بن نفير ) : بالتصغير فيهما . قال المؤلف : تابعي خضرمي ، أدرك الجاهلية والإسلام ، وهو من ثقات الشاميين ، وحديثه فيهم ، روى عن أبي الدرداء وأبي ذر ، وعنه جماعة . ( مرسلا ) أي : بحذف الصحابة ( قال : قال رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم : " ما أوحى إلي " ) أي : لم يوح إلي ( " أن أجمع المال " ) : أن مصدرية والباء مقدرة ، وقوله : ( " وأكون " ) : عطف عليه ( " من التاجرين " ) أي : المتوغلين في التجارة ( " ولكن أوحي إلي " ) أي : قيل لي بالوحي ( " أن : سبح ) : أن مفسرة لما في الوحي من معنى القول أي : سبح بحمد ربك أي : مقرونا به ، والمعنى نزه الله تعالى عما لا يليق بذاته وصفاته منتهيا إلى ثناء ربك بإثبات صفات الجلال والجمال له ، وكن من الساجدين أي : المصلين بذكر أحد الأركان وإرادة تمام الصلاة ، فهو من قبيل مجاز إطلاق الجزء وإرادة الكل ، ووجه تخصيص السجدة ما ورد في حديث مسلم : " أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد " . واعبد ربك : تعميم بعد تخصيص سواء كان المراد به الأمر بالعبادة أو بالعبودية حتى يأتيك اليقين أي : الموت بإجماع المفسرين ، وفيه اقتباس من [ ص: 3260 ] قوله تعالى : ولقد نعلم أنك يضيق صدرك بما يقولون فسبح بحمد ربك إلخ . ( رواه ) أي : البغوي ( في شرح السنة ) أي : عن جبير بن نفير ( وأبو نعيم ) : بالتصغير ( في الحلية عن أبي مسلم ) : قال المؤلف : هو أبو مسلم الخولاني الزاهد ، لقي أبا بكر وعمر ومعاذا رضي الله عنهم ، روى عنه جبير بن نفير وعروة ، وأبو قلابة ، ومناقبه كثيرة . مات سنة اثنتين وستين انتهى . فيحتمل أن الحديث مروي من طريق جبير ، عن أبي مسلم ، أو من طريق غيره ، والله تعالى أعلم .




الخدمات العلمية