الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
الفصل الثاني

5275 - عن عبد الله بن عمرو - رضي الله عنهما - قال : مر بنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأنا وأمي نطين شيئا ، فقال : " ما هذا يا عبد الله ؟ " قلت : شيء نصلحه . قال : " الأمر أسرع من ذلك " . رواه أحمد ، والترمذي ، وقال : هذا حديث غريب .

التالي السابق


الفصل الثاني

5275 - ( عن عبد الله بن عمرو ) : بالواو ( قال : مر بنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأنا وأمي نطين ) : بتشديد الياء المكسورة أي : نصلح ( شيئا ) أي : مكانا أو جزءا ( من البيت فقال : " ما هذا " ) أي : استعمال الطين ( " يا عبد الله " ) أي : لا عبد الهوى ( قلت : شيء ) أي : من البيت ( نصلحه ) أي : خوفا من فساده ، أو زيادة على استحكامه واستبداده ( قال : " الأمر أسرع من ذلك " ) أي : الأمر الذي ينبغي لنا أن نعمره ، وعلى تعمير بناء القدماء نعتبره أعجل مما ذكرته من أن تصلحه وتعمره ، والظاهر أن عمارته لم تكن ضرورية ، بل كانت ناشئة عن أمل في تقويمه ، أو صادرة عن ميل إلى زينته . قال الطيبي رحمه الله أي : كوننا في الدنيا كعابر سبيل ، أو راكب مستظل تحت شجرة أسرع مما أنت فيه من اشتغالك بالبناء . وقال شارح أي : الأجل أقرب من تخرب هذا البيت أي : تصلح بيتك خشية أن يهدم قبل أن تموت ، وربما تموت قبل أن يهدم فإصلاح عملك أولى من إصلاح بيتك . ( رواه أحمد والترمذي ، وقال : هذا حديث غريب ) . قال ميرك نقلا عن المنذري : حديث عبد الله بن عمرو رواه أبو داود والترمذي وقال : حسن صحيح ، وابن ماجه ، وابن حبان في صحيحه . وقال السيد جمال الدين رحمه الله : هذا الحديث بهذا اللفظ لم أجده في جامع الترمذي ، ولكن أخرج عبد الله بن عمرو قال : مر علينا رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم ونحن نعالج خصالنا قال : " ما هذا " ؟ فقلنا : قد وهي فنحن نصلح ، فقال : " ما أرى الأمر إلا أعجل من ذلك " وقال : هذا حديث صحيح حسن .




الخدمات العلمية