الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
5444 - وعنه ، قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم : " تقيء الأرض أفلاذ كبدها أمثال الأسطوانة من الذهب والفضة ، فيجيء القاتل ، فيقول : في هذا قتلت ، ويجيء القاطع فيقول : في هذا قطعت رحمي ، ويجيء السارق فيقول : في هذا قطعت يدي ، ثم يدعونه ، فلا يأخذون منه شيئا " . رواه مسلم .

التالي السابق


5444 - ( وعنه ) أي : عن أبي هريرة ( قال : قال رسول الله - صلى الله تعالى عليه وسلم : " تقيء الأرض " ) : مضارع من القيء ، أي : تلقي الأرض ( " أفلاذ كبدها " ) : بفتح الهمز جمع الفلذة ، وهي القطعة المقطوعة طولا ، وسمى ما في الأرض كبدا تشبيها بالكبد التي في بطن البعير ; لأنها أحب ما هو مخبأ فيها ، كما أن الكبد أطيب ما في بطن الجزور ، وأحبه إلى العرب ، وإنما قلنا في بطن البعير ; لأن ابن الأعرابي قال : الفلذ لا يكون إلا للبعير ، فالمعنى : تظهر كنوزها وتخرجها من بطونها إلى ظهورها ، ( " أمثال الأسطوان " ) : بضم الهمزة والطاء ، وفي نسخة صحيحة : " الأسطوانة " فهي واحدة ، والأول جنس وهو الأنسب بجمع الأمثال ، وقوله : ( " من الذهب والفضة " ) لبيان مجمل الحال . قال القاضي - رحمه الله : معناه أن الأرض تلقي من بطنها ما فيه من الكنوز ، وقيل : ما رسخ فيها من العروق المعدنية ، ويدل عليه قوله : أمثال الأسطوانة ، وشبهها بأفلاذ الكباد هيئة [ ص: 3432 ] وشكلا ، فإنها قطع الكبد المقطوعة طولا . أقول : ولعل الحديث فيه إشارة إلى قوله تعالى : إذا زلزلت الأرض زلزالها وأخرجت الأرض أثقالها ، ( " فيجيء القاتل " ) أي : قاتل النفس ( " فيقول : في هذا " ) أي : في طلب هذا الغرض ، ولأجل تحصيل هذا المقصود ( " قتلت " ) أي : من قتلت من الأنفس ، ( " ويجيء القاطع " ) أي : قاطع الرحم ( " فيقول : في هذا قطعت رحمي ، ويجيء السارق فيقول : في هذا قطعت يدي " ) بصيغة المجهول ، ولو روي معلوما لكان له وجه ، أي : تسبب لقطع يدي ( " ثم يدعونه " ) : بفتح الدال أي : يتركون ما قاءته من الكنز أو المعدن ( " فلا يأخذون منه شيئا " ) . ( رواه مسلم ) ، وكذا الترمذي .




الخدمات العلمية