الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
576 - وعن أبي ذر رضي الله عنه ، أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج زمن الشتاء ، والورق يتهافت ، فأخذ بغصنين من شجرة . قال : فجعل ذلك الورق يتهافت . قال : فقال : " يا أبا ذر قلت : لبيك يا رسول الله . قال : إن العبد المسلم ليصلي الصلاة يريد بها وجه الله فتتهافت عنه ذنوبه ، كما تهافت هذا الورق عن هذه الشجرة . رواه أحمد .

التالي السابق


576 - ( وعن أبي ذر ، أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج زمن الشتاء ) : أي : البرد أو قريبا من فصل الشتاء وهو الخريف ( والورق ) : أي : جنسه ( يتهافت ) : أي : يتساقط متواليا ( فأخذ بغصنين من شجرة ) : أي : مباحة أو مملوكة له عليه الصلاة والسلام ، أو لمن يظن رضاه بذلك ، ويحتمل كونهما متصلين أو منفصلين ( قال ) : أي : أبو ذر ( فجعل ذاك ) : وفي أصل العفيف باللام ( الورق يتهافت ) : أي : طفق الورق من الغصنين يتساقط تساقطا سريعا ; لأنهما عند القبض بهما أو نفضهما أسرع سقوطا من تركهما على حالهما . ( قال ) : كذا في نسخة صحيحة أي : أبو ذر ( فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " يا أبا ذر " قلت ) : وفي نسخة : فقلت " لبيك " أي : إجابة لك بعد إجابة ، أو إقامة على طاعتك بعد إقامة : من لب بالمكان أقام فيه فالتثنية للتكثير ( يا رسول الله ) : وفي نسخة : بحذف حرف النداء لكمال القرب ( قال : " إن العبد المسلم ليصلي الصلاة " ) : أي : بشرائطها وأركانها ( يريد بها وجه الله ) : أي : ذاته ومرضاته ، والجملة خالية من الفاعل أو المفعول ، أي : خالصا له أو خالصة له تعالى ، بأن لا يكون فيها سمعة ولا رياء ، أو بأن لا يقصد بها حظا لنفسه لا دنيويا ولا أخرويا ، إنما يقصد امتثال أمر الله ورضاه عنه فقط ( فتهافت ) : بحذف إحدى التاءين ( عنه ذنوبه ، كما تهافت ) : بصيغة الماضي ، وفي نسخة صحيحة : يتهافت بالمضارع للمذكر ، وفي أخرى وهي أصل العفيف للمؤنث فإن قوله : ( هذا الورق ) : يراد به الجنس أي : هذه الأوراق ( عن هذه الشجرة ) : أي : عن غصنيها ( رواه أحمد ) : قال ميرك : بإسناد حسن .




الخدمات العلمية