الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
5879 - وعن سليمان بن صرد رضي الله عنه ، قال : قال النبي - صلى الله عليه وسلم - حين أجلى الأحزاب عنه : ( الآن نغزوهم ولا يغزونا ، نحن نسير إليهم ) . رواه البخاري .

التالي السابق


5879 - ( وعن سليمان بن صرد ) ، بضم ففتح مصروفا : قال النبي - صلى الله عليه وسلم - حين أجلى ) : بصيغة الفاعل ، وفي نسخة بالمفعول أي : تفرق وانكشف ( الأحزاب عنه ) : وهم طوائف من الكفار تحزبوا واجتمعوا لحرب سيد الأبرار في يوم الخندق منهم : قريش قد أقبلت في عشرة آلاف من بني كنانة ، وأهل تهامة وقائدهم أبو سفيان ، وخرج غطفان في ألف ، ومن تابعهم من أهل نجد ، وقائدهم عيينة بن حصن ، وعامر بن الطفيل في هوازن ، وضامتهم اليهود من قريظة والنضير ، ومضى على الفريقين قريب من شهر لا حرب بينهم إلا الترامي بالنبل والحجارة ، حتى أنزل الله تعالى النصر بأن أرسل عليهم ريح الصبا وجنودا لم يروها ، وهم الملائكة ، وقذف في قلوبهم الرعب فقال طلحة بن خويلد الأسدي : النجاء النجاء ! فانهزموا من غير قتال ، وهنا معنى الإجلاء . ( فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - ) أي : حينئذ ( الآن ) أي : فيما بعد هذا الزمان ، وعبر عنه بالآن للمبالغة في البيان ( نغزوهم ) أي : ابتداء ( ولا يغزونا ) ، بتشديد النون ويخفف أي : ولا يغزوننا كما في نسخة والمعنى لا يحاربوننا ، ففيه مشاكلة للمقابلة ، ( نحن نسير إليهم ) . أي : وهم لا يسيرون إلينا ، وكان الأمر كما أخبر فغزاهم بعد صلح الحديبية وفتح مكة ، وحصلت له العلية ، ولله الحمد والمنة . قال الطيبي قوله الآن نغزوهم إخبار بأنه قل شوكة المشركين من اليوم ، فلا يقصدوننا البتة بعد ، بل نحن نغزوهم ونقتلهم ، ويكون عليهم دائرة السوء ، وكان كما قال فكان معجزة . ( رواه البخاري ) .




الخدمات العلمية