الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
5907 - وعنه ، قال : إن أم مالك كانت تهدي للنبي - صلى الله عليه وسلم - في عكة لها سمنا ، فيأتيها بنوها فيسألون الأدم وليس عندهم شيء فتعمد إلى الذي كانت تهدي فيه للنبي - صلى الله عليه وسلم - فتجد فيه سمنا ، فما زال يقيم لها أدم بيتها حتى عصرته ، فأتت النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال : ( عصرتيها ؟ ) . قالت : نعم . قال : ( لو تركتيها ما زال قائما ) رواه مسلم .

التالي السابق


5907 - ( وعنه ) ، أي : عن جابر ( قال : إن أم مالك ) ، أي : البهزية من بني سليم لها صحبة ورواية ، وهي حجازية ، روى عنها طاوس ومكحول ( كانت تهدي ) : من الإهداء ( للنبي - صلى الله عليه وسلم - في عكة ) : بضم فتشديد قربة صغيرة ذكره شارح ، وفي النهاية : هي وعاء من جلد مستدير ، ويختص بالسمن والعسل ، وهو بالسمن أخص ( لها ) ، أي : كانت لأم مالك ( سمنا ) ، مفعول تهدي ( فيأتيها بنوها فيسألون الأدم ) : بضمتين ويسكن الثاني أي : الإدام ( وليس عندهم ) : فيه تغليب ( شيء ) ، أي : من الإدام ، أو مما يشترى به ، والجملة حال ( فتعمد ) : بكسر الميم أي تقصد أمه ( إلى الذي ) ، أي : إلى العكة والتذكير باعتبار الظرف ( كانت تهدي فيه للنبي - صلى الله عليه وسلم - فتجد فيه سمنا فما زال ) ، أي : الظرف أو السمن الذي تجده فيه ( يقيم لها أدم بيتها حتى عصرته ) ، أي : لزيادة الطمع ، فانقطع الإدام بناء على أن الحرص شؤم ، والحريص محروم ( فأتت النبي صلى الله عليه وسلم - ) أي : وأخبرته بالخبر جميعا . وقال الطيبي ، أي : فأتت وشكت انقطاع إدام بيتها من العكة ( فقال : عصرتيها ) ؟ أي العكة والباء للإشباع ، وهمزة الاستفهام مقدرة ( قالت : نعم . قال : لو تركتيها ) : بإشباع الياء أيضا أي : لو تركت ما فيها من السمن وما عصرتها ( ما زال ) ، أي : دام بيتك ( قائما ) . أي ثابتا دائما : فإن البركة إذا نزلت في شيء ولو كان قليلا كثر ذلك القليل ( رواه مسلم ) .

[ ص: 3806 ]



الخدمات العلمية