الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
5939 - وعن أنيسة بنت زيد بن أرقم ، عن أبيها - رضي الله عنها - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - دخل على زيد يعوده من مرض كان به ، قال : ( ليس عليك من مرضك بأس ، ولكن كيف لك إذا عمرت بعدي فعميت ؟ ) . قال : أحتسب وأصبر . قال : ( إذا تدخل الجنة بغير حساب ) . قال : فعمي بعدما مات النبي - صلى الله عليه وسلم - ثم رد الله عليه بصره ثم مات .

التالي السابق


5939 - ( وعن أنيسة ) : تصغير أنيسة كجليسة ( بنت زيد بن أرقم ) ، لم يذكرها المؤلف في أسمائه ( عن أبيها ) : قال المؤلف : يكنى أبا عمرو الأنصاري الخزرجي ، يعد في الكوفيين ، سكنها ومات بها سنة ثمان وسبعين ، وهو ابن خمس وثمانين سنة ، روى عنه عطاء بن يسار وغيره ، ( أن النبي - صلى الله عليه وسلم - دخل على زيد ) : يعني نفسه إما على التجريد أو بنوع الالتفات أو بتصرف الرواة ( يعوده من مرض كان به قال : ( ليس عليك من مرضك بأس ، ولكن كيف لك ) ، أي : حالا ومالا ( إذا عمرت ) : بتشديد الميم المكسورة ، أي : طال عمرك ( بعدي فعميت ؟ ) بكسر الميم ، أي : فصرت أعمى ( قال : أحتسب ) ، أي : أطلب الثواب ( وأصبر . أي علم حكم رب الأرباب ( قال : ( إذا ) : بالتنوين وفي نسخة إذا ( تدخل الجنة بغير حساب ) . وفي نسخة الجزري بالرفع ولعل وجهه أن تدخل بمعنى : تستحق دخولا بغير محاسبة ( قال ) ، أي : الشخص الراوي سواء كان أنيسة أو غيرها ( فعمي بعد ما مات النبي - صلى الله عليه وسلم - ثم رد الله عليه بصره ثم مات ) . ولعله - صلى الله عليه وسلم - لم يذكر له رد بصره ليكون مشقة صبره أكثر ، وأجره المرتب عليه أكبر ، ثم حصل له النصر مع الصبر .



الخدمات العلمية