الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
الفصل الثاني

6012 - عن عمر - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( أكرموا أصحابي ، فإنهم خياركم ، ثم الذين يلونهم ، ثم الذين يلونهم ، ثم يظهر الكذب حتى إن الرجل ليحلف ولا يستحلف ، ويشهد ولا يستشهد ، ألا من سره بحبوحة الجنة فليلزم الجماعة ، فإن الشيطان مع الفذ وهو من الاثنين أبعد ، ولا يخلون رجل بامرأة فإن الشيطان ثالثهم ، ومن سرته حسنته وساءته سيئته فهو مؤمن ) رواه النسائي ، وإسناده صحيح ورجاله رجال الصحيح إلا إبراهيم بن الحسن الخثعمي فإنه لم يخرج له الشيخان وهو ثقة ثبت .

التالي السابق


الفصل الثاني

6012 - ( عن عمر - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( أكرموا أصحابي ) أي : السابقين واللاحقين أحياء وأمواتا ( فإنهم خياركم ) ، والخطاب للأمة ( ثم الذين يلونهم ، ثم الذين يلونهم ، ثم يظهر الكذب ) أي : يفشو كما في رواية ( حتى إن الرجل ) : بكسر إن ويفتح ( ليحلف ) : بلام التأكيد ( ولا يستحلف ، ويشهد ) : عطف على يحلف أو ليحلف ( ولا يستشهد ، ألا ) : للتنبيه ( من سره ) أي : من أحب ( بحبوحة الجنة ) : بضم الموحدتين أي : وسطها وخيارها ( فليلزم الجماعة ) ، أي : السواد الأعظم وما عليه الجمهور من الصحابة والتابعين والسلف الصالحين ، فيدخل فيه حبهم وإكرامهم دخولا أوليا ( فإن الشيطان مع الفذ ) ، بفتح الفاء وتشديد الذال المعجمة أي مقارن للفرد الذي تفرد برأيه ( وهو ) أي : الشيطان ( من الاثنين أبعد ) ، أي بعيد . قال الطيبي : أفعل هنا لمجرد الزيادة ولو كان مع الثلاثة لكان بمعنى التفضيل إذ البعد مشترك بين الثلاثة والاثنين دون الاثنين ، والفذ على ما لا يخفى . ( ولا يخلون رجل ) : نهي تأكيد وتشديد ( بامرأة ) أي : أجنبية ( فإن الشيطان ثالثهم ) ، أي : فلابد أن يغويهما ( ومن سرته حسنته ) أي : إذا وقعت منه ( وساءته سيئته ) أي : أحزنته إذا صدرت عنه ( فهو مؤمن ) ، أي كامل ; لأن المنافق حيث لا يؤمن بيوم القيامة استوت عنده الحسنة والسيئة ، وقد قال تعالى : ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ؟ ( رواه ) . هنا بياض في أصل المصنف ، وألحق به : النسائي ، وإسناده صحيح ورجاله رجال الصحيح إلا إبراهيم بن الحسن الخثعمي فإنه لم يخرج له الشيخان وهو ثقة ثبت ذكره الجزري ، فالحديث بكماله إما صحيح أو حسن ، وروى أحمد وابن حبان في صحيحه ) والطبراني والحاكم والبيهقي والضياء عن أبي أمامة مرفوعا : ( إذا سرتك حسنتك وساءتك سيئتك فأنت مؤمن ) . ورواه الطبراني عن أبي موسى مرفوعا ولفظه : ( من سرته حسنته وساءته سيئته فهو مؤمن ) .

[ ص: 3880 ]



الخدمات العلمية