الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
6109 - وعن قيس بن أبي حازم - رضي الله عنه - قال : رأيت يد طلحة شلاء وقى بها النبي صلى الله عليه وسلم يوم أحد . رواه البخاري .

التالي السابق


6109 - ( وعن قيس بن أبي حازم ) : قال المؤلف : بجلي ، أدرك زمن الجاهلية ، وأسلم وجاء إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - ليبايعه ، فوجده قد توفي ، يعد في تابعي الكوفة ، روى عن العشرة إلا عن عبد الرحمن بن عوف ، وعن جماعة كثيرة سواهم من الصحابة ، وليس في التابعين من روى عن تسعة من العشرة إلا هو ، وروى عنه جماعة كثيرة من التابعين ، شهد النهروان مع علي بن أبي طالب ، وطال عمره حتى جاوز المائة ، ومات سنة ثمان وتسعين . ( قال : رأيت يد طلحة شلاء ) : بتشديد اللام فعلاء من الشلل وهو نقص في الكف وبطلان العمل وليس معناه القطع كما زعم بعضهم ( وقى ) : استئناف بيان علة ( بها ) ، أي : حفظ بها ( النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم أحد ) . أي : جعل يده وقاية له يومئذ فحصل لها ما حصل بسببه من طعنة وقعت عليها ( رواه البخاري ) . قال المؤلف : هو طلحة بن عبد الله يكنى أبا محمد القرشي ، أسلم قديما ، وشهد المشاهد كلها غير بدر ، لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان بعثه مع سعيد بن زيد يتعرفان خبر العير التي كانت لقريش مع أبي سفيان بن حرب ، فعادا يوم اللقاء ببدر ، وجرح يوم أحد أربعة وعشرين جراحة قيل : كانت فيه خمس وسبعون بين طعنة وضربة ورمية ، وكان آدم كثير الشعر حسن الوجه ، قتل في وقعة يوم الجمل يوم الخميس لعشر بقين من جمادى الآخرة سنة ست وثلاثين ، ودفن بالبصرة ، وله أربع وستون سنة .

[ ص: 3949 ]



الخدمات العلمية