الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
6127 - وعن جابر - رضي الله عنه - قال : أقبل سعد فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : " هذا خالي فليرني امرؤ خاله " . رواه الترمذي . وقال : كان سعد من بني زهرة ، وكانت أم النبي من بني زهرة ، فلذلك قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : " هذا خالي " . وفي " المصابيح " : " فليكرمن " بدل " فليرني " .

التالي السابق


6127 - ( وعن جابر قال : أقبل سعد ) ، أي : إلى المجلس الأسعد ( فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : هذا خالي " ) ، أي : من قوم أمي ( فليرني ) : بضم ياء وكسر راء أي فليبصرني ( " امرؤ " ) ، أي : كل امرئ بمعنى شخص ( " خاله " ) . أي ليظهر ، أي ليس لأحد خال مثل خالي ( رواه الترمذي ) . وقال ؟ غريب ( وقال ) ، أي : الترمذي ( وكان سعد من بني زهرة ) بضم الزاي حي من قريش ( وكانت أم النبي - صلى الله عليه وسلم - من زهرة ) وزهرة اسم امرأة كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب ( فلذلك ) ، أي : لما ذكر من الكونين ( قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : هذا خالي ، وفي المصابيح " فليكرمن " ) : أمر غائب من الإكرام مؤكد ( بدل " فليرني " ) : قال ابن حجر : هو تصحيف . قلت : بل هو تحريف ، فقد قال الطيبي : الفاء فيه على تقدير الشرط في الكلام ، فإن الإشارة بهذا لمزيد التمييز وكمال التعيين ، فهو كالإكرام له أي أنا أكرم خالي هذا ، وإذا كان كذلك فليتبع كل سنتي ، فليكرمن كل أحد خاله ، وعلى رواية الكتاب كما في الترمذي والجامع تقديره : أنا أميز خالي كمال تمييز وتعيين لأباهي به الناس ، فليرني كل امرئ خاله مثل خالي ونحوه في التمييز قول الشاعر :


أولئك آبائي فجئني بمثلهم إذا جمعتنا يا جرير المجامع



[ ص: 3958 ]



الخدمات العلمية