الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
6181 - وعن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال : رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - فيما يرى النائم ذات يوم بنصف النهار ، أشعث أغبر ، بيده قارورة فيها دم ، فقلت : بأبي أنت وأمي ، ما هذا ؟ قال : " هذا دم الحسين وأصحابه ، ولم أزل ألتقطه منذ اليوم " فأحصي ذلك الوقت فأجد قتل ذلك الوقت . رواهما البيهقي في " دلائل النبوة " وأحمد الأخير .

التالي السابق


6181 - ( وعن ابن عباس أنه قال : رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيما يرى النائم ) ، أي : بعد موته - عليه السلام - ( ذات يوم بنصف النهار ) ، وفي الذخائر زيادة وهو قائم ( أشعث أغبر ) ، أي : حال كونه متفرق الشعر مغبر البدن ( بيده قارورة فيها دم ، فقلت : بأبي أنت وأمي ، ما هذا ) ؟ أي : الدم ( قال : " هذا دم الحسين وأصحابه ، لم أزل " ) : وفي نسخة : ولم أزل ( " ألتقطه منذ اليوم " ) . قال الطيبي : هذا من كلام الرسول - صلى الله عليه وسلم - يجوز أن يكون خبرا بعد خبر لقوله : هذا ، ويجوز أن يكون خبرا ، ودم الحسين بدل من هذا ، وقوله : ( فأحصي ذلك الوقت ) : من كلام ابن عباس . اهـ . أي : حفظ تاريخ ذلك الوقت من زمن الرؤيا ( فأجد قتل ذلك الوقت ) . أي : فوجدته قتل في ذلك الوقت ، والعدول عن الماضي إلى المضارع لاستحضار الحال الغريبة ، ولا يخفى أن هذا إنما يتم إذا كان وقت القتل محفوظا في نفس الرؤيا بأن قال - صلى الله عليه وسلم - : هذا دم الحسين وأصحابه يقتلون في وقت كذا ، لكن يشكل بقوله : لم أزل ألتقطه منذ اليوم ، اللهم إلا أن يقال تصويره أن الرائي رأى في نومه كأنه مضى عليه بعض سنين ، ثم في آخر سنة منها يوم عاشوراء سنة كذا رآه - صلى الله عليه وسلم - بالوصف المذكور والقول المسطور ، فحفظ تاريخ الوقت فوجده مطابقا وللنعت مرافقا والله أعلم .

ثم رأيت الحديث في الذخائر من غير قوله : فأحصي ذلك الوقت فأجد إلخ . بل لفظه بعد قوله : لم أزل ألتقطه منذ اليوم فوجدته قد قتل في ذلك اليوم . أخرجه ابن بنت منيع وأبو عمرو والحافظ السلفي والله أعلم . ( رواه ) ، أي : حديثي أم الفضل وابن عباس ( البيهقي في دلائل النبوة ، وأحمد الأخير ) . أي : وروى أحمد الحديث الأخير ، وهو حديث ابن عباس فقط ، وعن علي قال : دخلت على النبي - صلى الله عليه وسلم - وعيناه تفيضان قلت : يا نبي الله أغضبك أحد ؟ ما شأن عينيك تفيضان ؟ قال : " قام من عندي جبريل قبل حديثي وحدثني أن الحسين يقتل بشط الفرات " قال : فقال : هل لك إلى أن أشمك من تربته ؟ قلت : " نعم " فمد يده فقبض قبضة من تراب فأعطانيها فلم أملك عيني أن فاضتا . أخرجه أحمد .




الخدمات العلمية