الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
6197 - وعن حذيفة - رضي الله عنه - قال : إن أشبه الناس دلا وسمتا وهديا برسول الله - صلى الله عليه وسلم - لابن أم عبد حين يخرج من بيته إلى أن يرجع إليه ، لا ندري ما يصنع في أهله إذا خلا . رواه البخاري .

التالي السابق


6197 - ( وعن حذيفة ) : سيأتي ترجمته ( قال : إن أشبه الناس دلا ) : بفتح الدال المهملة وتشديد اللام أي طريقة ( وسمتا ) ، أي : سيرة ( وهديا ) ، أي : هداية ودلالة ( برسول الله صلى الله عليه وسلم ) : متعلق بأشبه ( لابن أم عبد ) : بفتح لام التأكيد الداخلة على خبر إن ، والمراد به عبد الله بن مسعود ، وكانت أمه تكنى أم عبد . قال القاضي : الدال قريب من الهدي ، والمراد به السكينة والوقار ، وما يدل على كمال صاحبه من ظواهر أحواله وحسن مقاله ، وبالسمت القصد في الأمور ، وبالهدي حسن السيرة وسلوك الطريقة المرضية ، وقال شارح : السمت يستعار لهيئة أهل الخير ( من حين يخرج ) : متعلق بأشبه ، والمعنى أن أكثرية الشبه فيما ذكر مستمرة عليه من حين يخرج ( من بيته إلى أن يرجع إليه ) ، أي إلى بيته وهذا بحسب الظاهر الذي كنا نطلع عليه ( لا ندري ما يصنع في أهله ) ، أي : في حال كونه عند أهله ( إذا خلا ) ، أي : معهم من غير أن يكون هناك أحد . قال الطيبي : لا ندري جملة مستأنفة يريد أنا نشهد له بما يستبين لنا من ظاهر أمره ، ولا ندري ما بطن منه ( رواه البخاري ) .

[ ص: 3997 ]



الخدمات العلمية