الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
6251 - وعن أنس ، عن أبي طلحة ، قال : قال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : أقرئ قومك السلام فإنهم ما علمت أعفة صبر . رواه الترمذي .

التالي السابق


6251 - ( وعن أنس ، عن أبي طلحة ) ، أي : زوج أمه ( قال : قال لي ) ، أي : بخصوص ( رسول الله - صلى الله عليه وسلم - " أقرئ " ) : بفتح الهمزة وكسر الراء ، وفي نسخة كما في المصابيح بكسر همز وفتح راء أي أبلغ ( " قومك السلام " ) ، ففي النهاية يقال : أقرئ فلانا السلام واقرأ عليه السلام ، وكأنه حين يبلغه السلام يحمله على أن يقرأ السلام . وفي المغرب : اقرأ سلامي على فلان وأقرئه سلامي عامي ، وفي القاموس : قرأ عليه السلام : أبلغه كأقرأه ، أو لا يقال : أقرأه إلا إذا كان السلام مكتوبا . وفي الصحاح : فلان قرأ عليك السلام وأقرأك السلام بمعنى وأقرأه القرآن فهو مقرئ ، وفي المصباح : قرأت على زيد السلام أقرؤه عليه قراءة ، وإذا أمرت منه . قلت : اقرأ عليه السلام . قال الأصمعي : وتعديته بنفسه خطأ ، فلا يقال اقرأه السلام ، لأنه بمعنى اتل عليه . وحكى ابن القطان أنه يتعدى بنفسه رباعيا ، فيقال فلان يقرئك السلام ( " فإنهم " ) ، أي : قومك ( " ما علمت " ) : ما : موصولة أي بناء على ما علمته فيهم من الصفات ( " أعفة " ) : بفتح فكسر فتشديد جمع عفيف وهي خبر إن وما علمت معترضة ( " صبر " ) . بضمتين جمع صابر كبزل وبازل ، وفي نسخة بضم فتشديد مفتوحة كركع جمع راكع . - قال الطيبي : " ما " موصولة والخبر مخذوف أي الذي علمت منهم أنهم كذلك يتعفون عن السؤال ، ويتحملون الصبر عند القتال ، وهو مثل ما في الحديث يقلون عند الطمع ويكثرون عند الفزع . وقال شارح : " ما " مصدرية يعني أنهم يتعففون ويتحملون مدة علمي بحالهم ، أو في علمي بحالهم أو موصولة أي فيما علمت منهم ( رواه الترمذي ) .




الخدمات العلمية