الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
الفصل الثالث

6277 - عن شريح بن عبيد ، قال : ذكر أهل الشام عند علي وقيل : العنهم يا أمير المؤمنين . قال : لا إني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : الأبدال يكونون بالشام وهم أربعون رجلا كلما مات رجل أبدل الله مكانه رجلا يسقى بهم الغيث وينتصر بهم على الأعداء وسيصرف عن أهل الشام بهم العذاب .

التالي السابق


الفصل الثالث

6277 - ( عن شريح بن عبيد ) : بالتصغير فيهما حضرمي تابعي ، روى عن أبي أمامة وجبير بن نفير وعنه صفوان بن عمرو ومعاوية بن صالح . ( قال : ذكر أهل الشام عند علي - رضي الله عنه - ) ، أي : بالسوء ( وقيل : العنهم يا أمير المؤمنين ، قال : لا ) ، أي : لا يجوز لعنهم ، أو لا ألعنهم ( إني ) : بالكسر على أنه استئناف تعليل ( سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : " الأبدال يكونون بالشام ، وهم أربعون رجلا ، كلما مات رجل أبدل الله مكانه رجلا يسقى بهم الغيث " ) . أي : المطر ( أو ينتصر بهم على الأعداء " ) ، أي : من الكفار ( " ويصرف عن أهل الشام بهم " ) . أي : ببركتهم أو بسبب وجودهم فيها ( " العذاب " ) . أي : الشديد كما سيأتي أن هذا الحديث رواه أحمد . وأخرج ابن عساكر عن عبد الله بن مسعود مرفوعا أن الله تعالى خلق ثلاثمائة نفس قلوبهم على قلب آدم ، وله أربعون قلوبهم على قلب موسى ، وله سبعة قلوبهم على قلب إبراهيم ، وله خمسة قلوبهم على قلب جبريل ، وله ثلاث قلوبهم على قلب ميكائيل ، وله واحد قلبه على قلب إسرافيل ، كلما مات الواحد أبدل الله مكانه من الثلاثة ، وكلما مات واحد من الثلاثة أبدل الله مكانه من الخمسة ، وكلما مات من الخمسة واحد أبدل الله مكانه من السبعة ، وكلما مات واحد من السبعة أبدل الله مكانه من الأربعين ، وكلما مات واحد من الأربعين أبدل الله مكانه من الثلاثمائة ، وكلما مات واحد من الثلاثمائة أبدل الله مكانه من العامة بهم يدفع البلاء عن هذه الأمة قال بعض العارفين : لم يذكر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن أحدا على قلبه إذ لم يخلق الله في عالمي الخلق والأمر أعز وأشرف وألطف من قلبه - صلى الله عليه وسلم - فلا يساويه ولا يحاذيه قلب أحد من الأولياء ، سواء كانوا أبدالا أو أقطابا .

[ ص: 4043 ] قال الشيخ علاء الدين السيمتاني في كتاب العروة له : والبدل من البدلاء السبعة ، كما أخبر عنه - عليه الصلاة والسلام - فقال : هو من السبعة وسيدهم ، وكان القطب في زمان النبي - صلى الله عليه وسلم - عم أويس القرني عصاما ، فحري أن يقول : إني لأجد نفس الرحمن من قبل اليمن ، وهو مظهر خاص للتجلي الرحماني ، كما كان النبي - صلى الله عليه وسلم - مظهرا خاصا للتجلي الإلهي المخصوص باسم الذات وهو الله سبحانه اهـ . وفيه نظر ظاهر فإنه على تقدير ثبوته بالنقل أو الكشف يشكل بأنه كيف تكون القطبية له مع وجود الخلفاء الأربعة الذين هم أفضل الناس بعد الأنبياء بالإجماع ؟ مع أن عصاما هذا ليس له ذكر لا في الصحابة ولا في التابعين ، وقد قال - صلى الله عليه وسلم - : " خير التابعين أويس القرني " على أن الإمام اليافعي - رحمه الله - على ما نقله السيوطي عنه قال : وقد سترت أحوال القطوب هو الغوث عن العامة والخاصة غيرة من الحق عليه .




الخدمات العلمية