الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
1587 - وعن أنس - رضي الله عنه - قال : كان النبي - صلى الله عليه وسلم - لا يعود مريضا إلا بعد ثلاث ) . رواه ابن ماجه ، والبيهقي في " شعب الإيمان " .

التالي السابق


1587 - ( وعن أنس قال : كان النبي - صلى الله عليه وسلم - لا يعود مريضا إلا بعد ثلاث ) أي : مضي ثلاث ليال ، وعليه البغوي ، والغزالي وغيرهما . وقال الجمهور : العيادة لا تتقيد بزمان ; لإطلاق قوله - عليه الصلاة والسلام - : ( عودوا المريض ) . وأما حديث أنس - يعني هذا الحديث - فضعيف جدا ، تفرد به مسلمة بن علي ، وهو متروك ، وقد سئل عنه أبو حاتم فقال : هو حديث باطل ، ووجدت له شاهدا من حديث أبي هريرة عند الطبراني ، وفيه أيضا راو متروك ، كذا ذكره العسقلاني ، وأما ما نقله ابن حجر من أن الحديث موضوع كما قاله الذهبي وغيره ، فغير صحيح ، أو مختص بسند خاص له ، فإن كثرة الطرق تدل على أن الحديث له أصل . وقد ذكره السيوطي في جامعه الصغير .

وفي المقاصد : عيادة المريض بعد ثلاث ؛ له طرق ضعاف يتقوى بعضها ببعض ، ولهذا أخذ بمضمونها جماعة ، ويمكن حمل الحديث على أنه ما كان يسأل عن أحوال من يغيب عنه إلا بعد ثلاث ، فبعد العلم بما كان يعوده ، ويمكن أنهم كانوا لم يظهروا المرض إلى ثلاثة أيام فقد ذكر في شرعة الإسلام أن في الحديث القدسي قال الله تعالى : " إذا اشتكى عبدي ، وأظهر ذلك قبل ثلاثة أيام فقد شكاني ) فيجب على كل مريض أن يصبر على مرضه ثلاثة أيام بحيث لا يظهره قبلها اهـ .

أو يحمل الحديث على زمان الاستحباب ، أو جواز التأخير إلى ثلاثة أيام ، رجاء أن يتعافى ، وأما المخصوصون والمتمرضون ، فلهم ) حكم آخر ، ولذا تستحب العيادة غبا إذا كان صحيح العقل ، فإذا غلب وخيف عليه يتعهده كل يوم . ( رواه ابن ماجه ، والبيهقي في شعب الإيمان : وابن أبي الدنيا في المرض والكفارات . وفي سنده متروك ، وكذا رواه أبو يعلى بسند فيه ضعيف .




الخدمات العلمية