الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
1694 - وعن ابن عباس قال : جعل في قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم قطيفة حمراء . رواه مسلم .

التالي السابق


1694 - ( وعن ابن عباس قال : جعل في قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم قطيفة حمراء ) في النهاية : القطيفة هي كساء له خمل وهو المهدب ، ومنه الحديث : تعس عبد القطيفة ، أي : الذي يعمل لها ، ويهتم بتحصيلها . قال النووي : وهذه القطيفة ألقاها شقران مولى من موالي رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال : كرهت أن يلبسها أحد بعده صلى الله عليه وسلم ، وقد نص الشافعي وغيره من الفقهاء على كراهة وضع القطيفة والمخدة ونحوهما تحت الميت في القبر ، وقيل : إن ذلك من خواصه صلى الله عليه وسلم فلا يحسن في غيره اهـ . وقال الدارقطني نقلا عن وكيع : إن ذلك من خصائصه صلى الله عليه وسلم . قال التوربشتي : وذلك أنه صلى الله عليه وسلم كما فارق أهل الدنيا في بعض أحكام حياته فارقهم في بعض أحكام مماته ، فإن الله تعالى حرم على الأرض لحوم الأنبياء ، وحق لجسد عصمه الله عن البلى والاستحالة أن يفرش له في قبره ; لأن المعنى الذي يفرش للحي له لم يزل عنه صلى الله عليه وسلم بحكم الموت ، وليس الأمر في غيره على هذا النمط اهـ . وقال بعضهم : تنازع علي والعباس فقصد شقران بوضعها دفع ذلك . ذكره ابن حجر ، وهو بعيد جدا ، وقال الشيخ العراقي في ألفيته في السيرة : وفرشت في قبره قطيفة وقيل أخرجت ، وهذا أثبت ، وكأنه أشار إلى ما قال ابن عبد البر في الاستيعاب : إنها أخرجت قبل إهالة التراب ، والله أعلم بالصواب . ( رواه مسلم ) .




الخدمات العلمية