الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
2162 - وعن عقبة بن عامر قال : بينا أنا أسير مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بين الجحفة والأبواء إذ غشيتنا ريح وظلمة شديدة ، فجعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يتعوذ بأعوذ برب الفلق وأعوذ برب الناس ويقول : " يا عقبة تعوذ بهما فما تعوذ متعوذ بمثلهما " رواه أبو داود .

التالي السابق


2162 - ( وعن عقبة بن عامر قال : بينا أنا أسير مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بين الجحفة ) وهي ميقات أهل الشام قديما وأهل مصر والمغرب وتسمى في هذا الزمان رابغ ، سميت بذلك لأن السيول أجحفتها ، وهي التي دعا النبي - صلى الله عليه وسلم - بنقل حمى المدينة إليها فانتقلت إليها ، وكان لا يمر بها طائر إلا حم ، ولإبهام موضعها الآن أو قلة مائها وكثرة الخوف للجائي إليها استبدل الناس الإحرام من رابغ بمحل مشهور قبيلها لأمنه وكثرة مائه ( والأبواء ) بفتح الهمزة وسكون الباء والمد جبل بين مكة والمدينة ، وقيل : قرية من أعمال الفرع ، وبه توفيت أم النبي - صلى الله عليه وسلم - سميت بها لتبوئ السيول بها بينها وبين الجحفة عشرون أو ثلاثون ميلا ( إذ غشيتنا ريح وظلمة شديدة فجعل ) ، أي طفق وشرع ( رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يتعوذ بأعوذ برب الفلق ) ، أي الخلق أو بئر في قعر جهنم ( وأعوذ برب الناس ) ، أي هاتين السورتين المشتملتين على ذلك ( ويقول ) الظاهر : وقال ، وعدل إلى الاستقبال لاستحضار الحال الماضية أو لمشاكلة ما عطف عليه مع أنه يحتمل وقوع التكرار منه - عليه الصلاة والسلام - حثا له وتحريضا ، وأبعد ابن حجر حيث جعل الواو للحال فقال : أي ، والحال إنه كلما فرغ من قراءتهما يقول ( يا عقبة تعوذ بهما فما تعوذ متعوذ بمثلهما ) ، أي بل هما أفضل التعاويذ ، ومن ثم لما سحر - عليه الصلاة والسلام - مكث مسحورا سنة حتى أنزل الله عليه ملكين يعلمانه أنه يتعوذ بهما ففعل فزال ما كان يجده من السحر ( رواه أبو داود ) .




الخدمات العلمية