الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
2280 - وعن أبي سعيد - رضي الله عنه - ، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سئل : أي العباد أفضل وأرفع درجة عند الله يوم القيامة ؟ قال : ( الذاكرون الله كثيرا والذاكرات ) . قيل : يا رسول الله ومن الغازي في سبيل الله ؟ قال : لو ضرب بسيفه في الكفار والمشركين حتى ينكسر ويختضب دما ، فإن الذاكر لله أفضل منه درجة " . رواه أحمد والترمذي ، وقال : هذا حديث حسن غريب .

التالي السابق


2280 - ( وعن أبي سعيد - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سئل : أي العباد أفضل ) : أي : أكثر ثوابا ( وأرفع درجة عند الله يوم القيامة ؟ قال : " الذاكرون الله كثيرا والذاكرات ) : أي : الله كثيرا . وفي بعض النسخ : والذاكرات غير موجود ، قيل : المراد بهم المداومون على ذكره وفكره ، والقائمون بالطاعة ، المواظبون على شكره ، وقيل المراد هم الذين يأتون بالأذكار الواردة في السنة في جميع الأحوال والأوقات ، وهذا مرادف في الحقيقة لضبطه بشغل أغلب أوقاته بالذكر . ( قيل : يا رسول الله ، قالوا ذلك تعجبا قال : " لو ضرب ) : أي : الغازي ( بسيفه في الكفار ) : من قبيل : بجرح في عراقيبها نصلي . حيث جعل المفعول به مفعولا فيه مبالغة أن يوجد فيهم الضرب ويجعلهم مكانا للضرب بالسيف ، ويوضحه ما قال ابن حجر : لأن جعلهم مكانا وظرفا للضرب أبلغ من جعلهم مضروبين به فقط ، ( والمشركين ) : تخصيص بعد تعميم اهتماما بشأنهم فإنهم ضد [ ص: 1559 ] الموحدين ( حتى تنكسر ) : أي : سيفه ( ويختضب ) : أي : هو ، أو سيفه ( دما ) : وهو كناية عن الشهادة ( فإن الذاكر ) : تكرير تأكيد وتقرير ( لله ) : أي : لا غيره ( أفضل منه ) : وفي رواية : من الغازي ( درجة ) : وهي تحتمل الوحدة أي : بدرجة واحدة عظيمة ، وتحتمل الجنس أي : بدرجات متعددة ، وفي رواية : لكان الذاكرون الله أفضل . ( رواهأحمد ، والترمذي ، وقال : هذا حديث [ حسن ] غريب ) .




الخدمات العلمية