الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
2290 - وعن أنس - رضي الله عنه - قال : كنت جالسا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في المسجد ورجل يصلي ، فقال : اللهم إني أسألك بأن لك الحمد ، لا إله إلا أنت الحنان المنان بديع السماوات والأرض ، يا ذا الجلال والإكرام ، يا حي يا قيوم ، أسألك . فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : " دعا الله باسمه الأعظم الذي إذا دعي به أجاب ، وإذا سئل به أعطى " . رواه الترمذي ، وأبو داود والنسائي ، وابن ماجه .

التالي السابق


2290 - ( وعن أنس قال : كنت جالسا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في المسجد ورجل يصلي ، فقال : اللهم إني أسألك ) : لعله حذف المفعول اكتفاء بعلم المسئول ( بأن لك ) : تقديم الجار للاختصاص ( الحمد ، لا إله إلا أنت الحنان المنان ) : أي كثير العطاء من المنة بمعنى النعمة ، أو النعمة الثقيلة . والمنة مذمومة من الخلق لأنه لا يملك شيئا . قال صاحب الصحاح : من عليه منا أي أنعم ، والمنان من أسمائه تعالى . اهـ . ويجوز أن يكون من المنة أي : الله سبحانه كثير الامتنان على عباده بإيجادهم وإمدادهم وهدايتهم إلى الإيمان ، وأنواع البر والإحسان ، وفي نسخة صحيحة : الحنان قبل المنان ، هو المفهوم من المفاتيح ، وفي النهاية : الحنان أي الرحيم بعباده ، وعن علي - رضي الله عنه - : الحنان من يقبل على من أعرض عنه ، والمنان : من يبدأ بالنوال قبل السؤال ، من كتاب ابن الصلاح ، كذا وجدته بخط مولانا إسماعيل الشرواني . ( بديع السماوات والأرض ) : يجوز فيه الرفع على أنه صفة المنان أو خبر مبتدأ محذوف ، أي : هو أو أنت ، وهو أظهر . والنصب على النداء ، ويقويه رواية الواحدي في كتاب الدعاء له : يا بديع السماوات ، كذا في شرح الجزري على المصابيح ، أي : مبدعهما ، وقيل : بديع سماواته وأرضه ، وفي الصحاح : أبدعت الشيء : اخترعته لا على مثال سبق ( يا ذا الجلال والإكرام ) : أي : صاحب العظمة والمنة ( يا حي يا قيوم أسألك ) : أي : ولا أسأل غيرك ، ولا أطلب سواك ، أو أسألك كل ما أسأل . أو هو تأكيد للأول وهو غير موجود في الحصن .

[ ص: 1589 ] ( فقال النبي " دعا الله باسمه الأعظم الذي إذا دعي به أجاب ، وإذا سئل به أعطى " رواه الترمذي ، وأبو داود والنسائي وابن ماجه ) : قال ابن حجر : وفي نسخة : والدارمي ، والله أعلم بصحته . قال الجزري في شرحه على المصابيح : رواه الأربعة وأحمد وابن حبان والحاكم وابن أبي شيبة ، ولفظة أحمد : باسمه الأعظم ، ولفظ الباقين : باسمه العظيم ، وزاد ابن ماجه بعد لا إله إلا أنت : وحدك لا شريك لك ، وزاد ابن حبان : ( الحنان ) قبل المنان ، ولم يذكر ابن أبي شيبة : يا حي يا قيوم .




الخدمات العلمية