الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
2297 - وعنه قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " من قال حين يصبح وحين يمسي : سبحان الله وبحمده مائة مرة لم يأت أحد يوم القيامة بأفضل مما جاء به إلا أحد قال مثل ما قال أو زاد عليه " ( متفق عليه ) .

التالي السابق


2297 - ( وعنه ) أي : عن أبي هريرة ( قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " من قال حين يصبح " أي : سبحان الله وبحمده مائة مرة ، ( وحين يمسي : سبحان الله وبحمده مائة مرة ) أي : فيهما بأن يأتي ببعضها في هذا وببعضها في هذا ، أو في كل واحد منهما ، وهو الأظهر ، ولكن كلام النووي الآتي يؤيد الأول ، وكأنه اعتبر [ ص: 1594 ] المتيقن الذي هو الأقل ( لم يأت أحد يوم القيامة بأفضل مما جاء ) أي : القائل ( به ) : وهو قول المائة المذكورة ( إلا أحد قال مثل ما قال أو زاد عليه ) : وأجيب عن الاعتراض المشهور : بأن الاستثناء منقطع أو كلمة ( أو ) بمعنى الواو . قال الطيبي أي : يكون ما جاء به أفضل من كل ما جاء به غيره ، إلا مما جاء به من قال مثله أو زاد عليه ، قيل : الاستثناء منقطع ، والتقدير لم يأت أحد بأفضل مما جاء به ، لكن رجل قال مثل ما قاله ، فإنه يأتي بمساواته ، فلا يستقيم أن يكون متصلا إلا على تأويل ، نحو قوله : وبلدة ليس بها أنيس

وقيل : بتقدير : لم يأت أحد بمثل ما جاء به أو بأفضل مما جاء به إلخ . والاستثناء متصل . قال الطيبي - رحمه الله - : دل الحديث على أن من زاد على العدد المذكور كان له الأجر المذكور والزيادة ، فليس ما ذكره تحديدا لا يجوز الزيادة عليه كما في عدد الطهارة وعدد الركعات . اهـ . ولعل الفرق أن الأول للتشريع والثاني للترغيب . قال النووي : فيه دليل على أنه لو قال هذا أكثر من مائة مرة في اليوم كان له هذا الأجر المذكور ( متفق عليه ) .




الخدمات العلمية