الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
2299 - وعن سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه - قال : كنا عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال : " أيعجز أحدكم أن يكسب كل يوم ألف حسنة ؟ فسأله سائل من جلسائه : كيف يكسب أحدنا ألف حسنة ؟ قال : يسبح مائة تسبيحة ، فيكتب له ألف حسنة ، أو يحط عنه ألف خطيئة " ( رواه مسلم ) .

التالي السابق


2299 - ( وعن سعد بن أبي وقاص قال : كنا عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال : ( أيعجز ) : بكسر الجيم ( أحدكم أن يكسب ) أي : يحصل ( كل يوم ألف حسنة ؟ فسأله سائل من جلسائه ) أي : المخصوصين من ندمائه ( كيف يكسب أحدنا ألف حسنة ؟ ) أي : بسهولة بلا عجز ( قال : يسبح مائة تسبيحة ، فيكتب له ألف حسنة ) : لأن الحسنة الواحدة بعشر أمثالها ، وهو أقل المضاعفة الموعودة في القرآن بقوله : من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها ، والله يضاعف لمن يشاء ومنه حسنة الحرم بمائة ألف حسنة ( أو يحط عنه ألف خطيئة ) أي : صغيرة أو كبيرة ، وذلك بمشيئة الله تعالى . ( رواه مسلم ) : قال النووي - رحمه الله - في الأذكار : كذا في عامة نسخ مسلم ( ويحط ) بالواو . قلت : ويؤيده ما في رواية الترمذي والنسائي وابن حبان أنه ( بالواو ) . ( وفي كتابه ) أي : كتاب مسلم ( في جميع الروايات ، عن موسى الجهني : أو يحط ) أي : بالألف . قال الطيبي : هو أبو عبد الله موسى بن عبد الله الجهني ، الكوفي ، سمع مجاهدا ومصعب بن سعد ، روى عنه شعبة ويحيى بن سعيد القطان .

[ ص: 1595 ] ( قال أبو بكر البرقاني ) بفتح الموحدة وبكسر وسكون الراء . قال الطيبي : هو أبو بكر أحمد بن محمد الخوارزمي البرقاني ، بالباء الموحدة والراء والقاف ، ( ورواه شعبة وأبو عوانة ويحيى بن سعيد القطان عن موسى ) أي : المذكور ( فقالوا ) بصيغة الجمع على ما في النسخ المصححة ، والضمير لشعبة وأخويه وفي نسخة فقال : أي موسى ( ويحط بغير ألف ) أي : بالواو ( هكذا ) : المشار إليه قوله . وفي كتابه إلى آخره ( في كتاب الحميدي ) : وهو الجامع بين البخاري ومسلم جمعا وإفرادا . قال الطيبي : يختلف معنى الواو إذا أريد بها أحد الأمرين ، وأما إذا أريد بها التنويع فهما سيان في القصد . اهـ . وقد تأتي الواو بمعنى ( أو ) فلا منافاة بين الروايتين ، وكان المعنى : أن من قالها يكتب له ألف حسنة إن لم يكن عليه خطيئة ، وإن كانت عليه فيحط بعض ويكتب بعض ، ويمكن أن تكون ( أو ) بمعنى الواو ، أو بمعنى ( بل ) فحينئذ يجمع له بينهما ، وفضل الله أوسع من ذلك .




الخدمات العلمية