الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
2440 - وعن أنس قال : كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا غزا قال : ( اللهم أنت عضدي ونصيري بك أحول وبك أصول وبك أقاتل ) . رواه الترمذي وأبو داود .

التالي السابق


2440 - ( وعن أنس قال : كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا غزا قال : اللهم أنت عضدي ) بفتح مهملة وضم معجمة أي : معتمدي فلا أعتمد على غيرك ، قال الطيبي : العضد كناية عما يعتمد عليه ويثق المرء به في الخير وغيره من القوة اهـ . وفيه إشعار بأن المراد بالعضد العضو ، مع أنه ليس بمتعين لما في القاموس : العضد بالفتح وبالضم وبالكسر وككتف وندس وعنق ما بين المرفق إلى الكتف ، والعضد الناصر والمعين وهم عضدي وأعضادي ( ونصيري ) أي : معيني ومغيثي عطف تفسيري ( بك أحول ) أي : أصرف كيد العدو وأحتال لدفع مكرهم ، من حال يحول حيلة بالكسر وأصله حولة ، أبدل الواو ياء لسكونها وانكسار ما قبلها ، وأما قول ابن حجر : من حال يحول حيلة أي : أتحيل حيلة نافعة في دفع كيد العدو واستئصالهم - فمعنى صحيح ولكن المأخذ غير صريح ; فإن أحول واوي والذي ذكره يائي فتأمل ، وقيل : أتحرك وأتحول من حال إلى حال ، أو أحول من المعصية إلى الطاعة ، أو أفرق بين الحق والباطل من حال بين الشيئين إذا منع أحدهما عن الآخر ( وبك أصول ) أي : أحمل على العدو حتى أغلبه وأستأصله ، ومنه الصولة بمعنى الحملة ( وبك ) أي : بحولك وقوتك وعونك ونصرتك ( أقاتل ) أي : أعداءك حتى لا يبقى إلا مسلم أو مسالم ( رواه الترمذي وأبو داود ) وكذا النسائي وابن حبان وابن أبي شيبة وأبو عوانة .




الخدمات العلمية