الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
الفصل الثالث

2644 - عن سلمة بن الأكوع - رضي الله عنه ، قال : قال النبي : - صلى الله عليه وسلم : " من ضحى منكم ، فلا يصبحن بعد ثالثة ، وفي بيته منه شيء " . فلما كان العام المقبل قالوا : يا رسول الله ، نفعل كما فعلنا العام الماضي ؟ قال : " كلوا ، وأطعموا ، وادخروا ، فإن ذلك العام كان بالناس جهد ، فأردت أن تعينوا فيهم " . متفق عليه .

التالي السابق


الفصل الثالث

2644 - ( عن سلمة بن الأكوع قال : قال النبي - صلى الله عليه وسلم : من ضحى ) : بتشديد الحاء أي : فعل الأضحية ( منكم ، فلا يصبحن بعد ثالثة ) : أي : من الأيام ، أو بعد ليلة ثالثة ( وفي بيته منه ) : أي : من لحم الأضحية ( شيء ) : لحرمة ادخار شيء من لحم الأضاحي في هذا العام ، لأجل القحط الشديد الذي وقع فيه حتى امتلأت المدينة من أهل البادية ، فأمر أهلها بإخراج جميع ما عندهم من لحوم الأضاحي التي اعتادوا ادخار مثلها في [ ص: 1827 ] كل عام ( فلما كان العام المقبل ) : أي : الآتي بعده ( قالوا ) : أي : بعض الأصحاب ( يا رسول الله ، نفعل ) : بتقدير الاستفهام ( كما فعلنا العام الماضي ؟ قال : " كلوا " : استحبابا ( وأطعموا ) : أي : ندبا ( وادخروا ) : بتشديد الدال أي : اجعلوا ذخيرة أمر إباحة ( فإن ذلك العام ) : علة تحريم الادخار السابق ، وإيماء إلى أن الحكم يدور مع العلة وجودا وعدما ( كان بالناس جهد ) : بفتح الجيم ، وضمها . قال الطيبي - رحمه الله : بالضم : الجوع ؛ وبالفتح : المشقة ، وقيل لغتان . ( فأردت ) : أي : بالنهي عن الادخار ( أن تعينوا فيهم ) : أي : تعينوهم أي : الفقراء ، جعل المتعدي بمنزلة اللازم ، وعداه بـ " في " مبالغة ، كذا قيل ، وقال الطيبي - رحمه الله ، أي : توقعوا الإعانة فيهم ، اهـ . فجعله من باب التضمين كقول الشاعر : بجرح في عراقيبها نصلي ومنه قوله - تعالى - حكاية : وأصلح لي في ذريتي ويمكن أن يكون التقدير : أن تعينوني في حقهم ، فإن فقرهم كان صعبا إليه - عليه الصلاة والسلام - ( متفق عليه ) : لا يظهر وجه إيراد المصنف هذا الحديث في هذا الباب ، كما لا يخفى على أولي الألباب ، ولعله أراد بهما تفسيرا لحديث جابر في آخر الفصل الأول ، والله - تعالى - أعلم .




الخدمات العلمية