الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
279 - وعن ابن مسعود - رضي الله عنه - ، قال : قال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " تعلموا العلم وعلموه الناس ، تعلموا الفرائض وعلموها الناس ، تعلموا القرآن وعلموه الناس ; فإني امرؤ مقبوض ، والعلم سينقبض بعدي ، وتظهر الفتن حتى يختلف اثنان في فريضة لا يجدان أحدا يفصل بينهما ، رواه الدارمي ، والدارقطني .

التالي السابق


279 - ( وعن ابن مسعود قال : قال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ) وهو يحتمل أنه كان وحده أو خصه بالخطاب وعم الحكم بقوله ( تعلموا العلم ) : أو الجمع للتعظيم والمراد بالعلم علم الشريعة بأنواعها ( وعلموه الناس ) : لتكونوا كاملين مكملين ( تعلموا الفرائض ) : أي : علمها خصوصا سواء أريد بها فرائض الإسلام أو [ ص: 340 ] فرائض الإرث ( وعلموه الناس ) : أي : هذا العلم فالضمير إلى المضاف المقدر ، وفي نسخة صحيحة : وعلموها الناس ، فإن علمها أهم وثوابها أتم ( تعلموا القرآن وعلموه الناس ) وهو تخصيص من وجه وتعميم من وجه ، وعلى كل فتأخيره للترقي فإن الاهتمام بحفظه ولو بلفظه أوجب ، فإنه معجزة مستمرة بعده عليه الصلاة والسلام ( فإني امرؤ مقبوض ) ، قال الطيبي : هو كقوله تعالى قل إنما أنا بشر مثلكم أي كوني امرءا مثلكم علة لكوني مقبوضا لا أعيش أبدا فاغتنموا فرصة حياتي ( والعلم سينقبض ) : لأن بعد كل كمال نقصانا وزوالا ، وفي نسخة : سينقبض ، أي : بقبضي أو بغيره ، وفي نسخة : سيقبض مجهول مجرد أي : بقبض أهله ( وتظهر الفتن ) الواو لمجرد الجمعية فيمكن أن يكون قبض العلم سبب الفتنة أو هي سبب قبض العلم ( حتى يختلف ) : يجوز أن يتعلق بكل من الفعلين السابقين ( اثنان ) : أي : متكلمان أو وارثان ( في فريضة ) : من فرائض الإسلام أو من فرائض الميراث ( لا يجدان أحدا يفصل بينهما ) : لقلة العلم أو لكثرة الفتنة ( رواه الدارمي ، والدارقطني ) .




الخدمات العلمية