الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
3346 - وعن عبد الله بن عمرو - رضي الله عنهما - جاءه قهرمان له فقال له : أعطيت الرقيق قوتهم ؟ قال : لا . قال : فانطلق فأعطهم ; فإن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : كفى بالرجل إثما أن يحبس عمن يملك قوته " . وفي رواية : " كفى بالمرء إثما أن يضيع من يقوت " . رواه مسلم .

التالي السابق


3346 - ( وعن عبد الله بن عمرو ) ، بالواو أي ابن العاص ، وقرأ بعضهم عمر بضم العين ، فالواو : وحال ( جاءه قهرمان له ) : بفتح القاف والراء أي وكيل فارسي معرب . في النهاية : هو الخازن والوكيل الحافظ لما تحت يده والقائم بأمور الرجل بلغة الفرس ( فقال ) : أي عبد الله ( له : أعطيت الرقيق ) : أي المماليك ( قوتهم ) ؟ بحذف حرف الاستفهام ( قال : لا . قال : فانطلق ) : أي اذهب ( فأعطهم ; فإن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : كفى بالرجل إثما أن يحبس " ) : أي : يمنع ( عمن يملك ) : وفي معناه ما يملك ( قوته ) : مفعول يحبس ( وفي رواية : كفى بالمرء إثما أن يضيع ) : بتشديد الياء وتخفيفها من التضييع أو الإضاعة ( من يقوت ) : أي قوت من يلزمه قوته من أهله وعياله وعبيده ، من قاته يقوته إذا أعطاه قوته ، ويقال : أقاته يقيته ، ومنه قوله تعالى وكان الله على كل شيء مقيتا . قال ابن الملك : وهذا يدل على أنه لا يتصدق بما لا يفضل عن قوت الأهل يلتمس به الثواب ; لأنه ينقلب إثما ، ويحتمل أن يراد به تضييع أمر من يقوته وهو الباري تعالى الذي يقوت الخلائق ( رواه مسلم ) . قال ميرك : الرواية الأولى من هذا الحديث أخرجها مسلم وأبو داود [ ص: 2194 ] معناها ، وكذلك النسائي ، والرواية الثانية أخرجها أبو داود والنسائي ، وليست في الصحيحين ولا في أحدهما ، وإيراد المصنف في الصحاح يوهم ذلك ، كذا أفاده الشيخ الجزري في تصحيح المصابيح ، فتأمل في قول صاحب المشكاة في آخرها رواه مسلم اه وفي الجامع الصغير : نسب الرواية الثانية إلى أحمد وأبي داود والحاكم ، والبيهقي في شعب الإيمان ، عن ابن عمرو بالواو ، والرواية الأولى إلى مسلم عن عمرو بالواو بلفظ : " كفى إثما أن تحبس عمن تملك قوته " . بصيغة الخطاب ، والله تعالى أعلم بالصواب .




الخدمات العلمية