الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ ص: 2207 ] 3375 - وعن أبي بكر الصديق - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " لا يدخل الجنة سيئ الملكة قالوا يا رسول الله أليس أخبرتنا أن هذه الأمة أكثر الأمم مملوكين ويتامى قال : نعم فأكرموهم ككرامة أولادكم وأطعموهم مما تأكلون قالوا : فما ينفعنا قال : " فرس ترتبطه ، تقاتل عليه في سبيل الله " ومملوك يكفيك فإذا صلى فهو أخوك . رواه ابن ماجه .

التالي السابق


3375 - ( وعن أبي بكر الصديق - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " لا يدخل الجنة سيئ الملكة " ) : أي الملك الذي يسيء إلى مملوكه ( قالوا ) : أي بعض أصحابه ( يا رسول الله أليس أخبرتنا أن هذه الأمة أكثر الأمم مملوكين ويتامى ؟ ) : ذكر اليتامى مستطرد ( قال : نعم " ) : أي أنتم أكثر الأمم مماليك ، فإن كنتم تريدون أن تدخلوا الجنة ( فأكرموهم ككرامة أولادكم ) : أي من الشفقة بهم والمرحمة عليهم ، فلا تحملوهم ما لا يطيقون ( وأطعموهم مما تأكلون ) : وترك ذكر الكسوة اكتفاء أو مقايسة . وقال الطيبي رحمه الله : توجيهه أنك يا رسول الله ذكرت أن سيئ الملكة لا يدخل الجنة ، وأمتك إذا أكثروا المماليك لا يسعهم مداراتهم ، فيسيئون معهم فما حالهم ومآلهم ، فأجاب - عليه الصلاة والسلام - جواب الحكيم بقوله : نعم فأكرموهم " إلخ . ( قالوا : فما ينفعنا ) : ما استفهامية أي أي شيء يفيدنا ( الدنيا ؟ ) : أي منها أو فيها ( قال : " فرس ترتبطه ، تقاتل عليه في سبيل الله " ) : استئناف فيه معنى التعليل ، ولا شك أن ارتباط الفرس فيه نفع أخروي ، وكذا فيه نفع دنيوي من حصول الغنيمة ، والأمن من العدو وغيرهما ، كما قال تعالى : هل تربصون بنا إلا إحدى الحسنيين فلا يتوجه قول الطيبي رحمه الله ، وكذا الجواب الثاني وارد على أسلوب الحكيم ; لأن المرابطة والجهاد مع الكفار ليس من الدنيا ( " ومملوك يكفيك " ) : أي أمورك الدنيوية الشاغلة عن الأمور الأخروية ( فإذا صلى ) : أي المملوك ( فهو أخوك ) : أي المؤمن أو كأخيك فهو من التشبيه البليغ ( رواه ابن ماجه ) .




الخدمات العلمية