الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
3400 - وعن أم سلمة رضي الله عنها ، قالت : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " إذا كان عند مكاتب إحداكن وفاء فلتحتجب منه " . رواه الترمذي ، وأبو داود ، وابن ماجه .

التالي السابق


3400 - ( وعن أم سلمة قالت : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : إذا كان عند مكاتب إحداكن وفاء : أي قدرة على نجوم كتابته ( " فلتحتجب " ) : أي إحداكن وهى سيدته ( منه ) : أي من المكاتب ، فإن ملكه على شرف الزوال وما قارب الشيء يعطى حكمه ، والمعنى أنه لا يدخل عليها . قال القاضي : هذا أمر محمول على التورع والاحتياط ; لأنه بصدد أن يعتق بالأداء ، لا أنه يعتق بمجرد أن يكون واجدا للنجم ، فإنه لا يعتق ما لم يؤد الجميع لقوله - صلى الله عليه وسلم - : " المكاتب عبد ما بقي عليه درهم " . ولعله قصد به منع المكاتب عن تأخير الأداء بعد التمكن ليستريح به النظر إلى سيده ، وسد هذا الباب عليه . قال التوربشتي : قالت أم سلمة لنبهان : ماذا بقي عليك من كتابتك ؟ قال : ألفا درهم . قالت : فهما عندك . قال : نعم . قالت : ادفع ما بقي عليك وعليك السلام ، ثم ألقت دونه الحجاب فبكى وقال : لا أعطيه أبدا . قالت : إنك والله يا بني لن تراني أبدا إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عهد إلينا أنه إذا كان لعبد إحداكن وفاء بما بقي عليه من كتابته فاضربن دونه الحجاب . اهـ . والظاهر أن هذا حكم خاص بأزواج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ; لأن حجابهن منيع . قال تعالى جل جلاله : لستن كأحد من النساء والله سبحانه وتعالى أعلم . ( رواه الترمذي ، وأبو داود ، وابن ماجه ) .




الخدمات العلمية