الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
الفصل الثالث

3506 - عن علي رضي الله عنه ، أنه قال : دية شبه العمد أثلاثا ثلاث وثلاثون حقة ، وثلاث وثلاثون جذعة ، وأربع وثلاثون ثنية إلى بازل عامها كلها خلفات . وفي رواية قال : في الخطأ أرباعا : خمس وعشرون حقة ، وخمس وعشرون جذعة وخمس وعشرون بنات لبون ، وخمس وعشرون بنات مخاض . رواه أبو داود .

التالي السابق


الفصل الثالث

3506 - ( عن علي رضي الله عنه أنه قال : دية شبه العمد : مبتدأ ( أثلاثا ) حال المبتدأ أو نصب بتقدير أعني ، خبره ( ثلاث وثلاثون جذعة ) : وقال الطيبي : وقع التمييز وهو قوله أثلاثا بينهما ، كما يقال : التصريف لغة التغيير مثلا . ( وثلاث وثلاثون جذعة ) : بفتحتين ، وقد تقدم أن الحقة بكسر الحاء من الإبل ما دخلت في السنة الرابعة لأنها استحقت الركوب والحمل ، والجذعة من الإبل ما دخلت في السنة الخامسة ، ( وأربع وثلاثون ثنية ) : تشديد التحتية وهي ما دخلت في السنة السادسة ( إلى بازل عامها ) بإضافة البازل إلى عامها ، إلى متعلقة بثنية كما يشهد به الحديث الآتي ، والمعنى ما بينهما في القاموس : جمل وناقة ، بازل وبزول ، وذلك في تاسع سنية ، وليس بعده سن يسمى ، وفي المصباح : بزل البعير كنصر فطرنا به بدخوله في السنة التاسعة ، فهو بازل يستوي فيه المذكر والمؤنث . وفي النهاية : البازل ما تم له ثمان سنين ، ودخل في التاسعة ، وحينئذ يطلع نابه وتكمل قوته ، ثم يقال له بعد ذلك بازل عام وبازل عامين .

قال الطيبي : ومنه حديث علي كرم الله وجهه : إلا بازل عامين حديث سن أي : مستجمع الشباب مستكمل القوة . ( كلها ) : أي جميع الأربع والثلاثون ( خلفات ) : بفتح معجمة وكسر لام أي حاملات ( وفي رواية : قال ) : أي علي ( في الخطأ ) : أي في شأن الخطأ كذا قيل فقوله في الخطأ من كلام الراوي وقوله ( أرباعا ) تمييز ، وقوله : ( خمس وعشرون ) خبر مبتدأ أو محذوف أي دية الخطأ خمس وعشرون ، والظاهر أن يجعل في الخطأ من كلام علي ، ويكون خبرا مقدما مبتدؤه خمس وعشرون . ( حقة ، وخمس وعشرون جذعة ، وخمس وعشرون بنات لبون ، وخمس وعشرون بنات مخاض ) : وقد تقدم الخلاف والاختلاف . ( رواه أبو داود ) .




الخدمات العلمية