الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
3670 - وعن عوف بن مالك الأشجعي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : خيار أئمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم وتصلون عليهم ويصلون عليكم وشرار أئمتكم الذين تبغضونهم ويبغضونكم وتلعنونهم ويلعنونكم ، قال : قلنا : يا رسول الله أفلا ننابذهم

عند ذلك قال : لا ما أقاموا فيكم الصلاة لا ما أقاموا فيكم الصلاة ألا من ولي عليه وال فرآه يأتي شيئا من معصية الله فليكره ما يأتي من معصية الله ولا ينزعن يدا من طاعة
. رواه مسلم .

التالي السابق


3670 - ( وعن عوف بن مالك الأشجعي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : خيار أئمتكم ) بالهمزتين ويجوز إبدال الثانية ياء وهو جمع إمام ، والمراد هنا الولاة فإنهم كانوا أولا هم الأئمة ، فلما ولي الجهال والمتكبرون تركوا منصب الإمامة لنوابهم ( الذين تحبونهم ويحبونكم ) أي الذين عدلوا في الحكم فتنعقد بينكم وبينهم مودة ومحبة ( وتصلون عليهم ويصلون عليكم ) قال الأشرف رحمه الله : الصلاة هنا بمعنى الدعاء أي تدعون لهم ويدعون لكم ، ويدل عليه قوله : وفي قسيمه ( تلعنونهم ويلعنونكم ) ، وكذا في شرح مسلم وقال المظهر : أي يصلون عليكم إذا متم وتصلون عليهم إذا ماتوا عن الطوع والرغبة ، قال الطيبي : ولعل هذا الوجه أولى أي ( تحبونهم ويحبونكم ) ما دمتم في قيد الحياة فإذا جاء الموت يترحم بعضكم على بعض ويذكر صاحبه بخير ( وشرار أئمتكم الذين تبغضونهم ويبغضونكم وتلعنونهم ويلعنونكم ) أي تدعون عليهم ويدعون عليكم أو تطلبون البعد عنهم لكثرة شرهم ويطلبون البعد عنكم لقلة خيركم ( قال : قلنا : يا رسول الله أفلا ننابذهم ) أي أفلا نعزلهم ولا نطرح [ ص: 2396 ] عهدهم ولا نحاربهم ( عند ذلك ) أي إذا حصل ما ذكر ( قال : لا ) أي لا تنابذوهم ( ما أقاموا فيكم الصلاة ) أي مدة إقامتهم الصلاة فيما بينكم ; لأنها علامة اجتماع الكلمة في الأمة ، قال الطيبي : فيه إشعار بتعظيم أمر الصلاة وأن تركها موجب لنزع اليد عن الطاعة كالكفر على ما سبق في حديث عبادة : إلا أن تروا كفرا بواحا . الحديث ولذلك كرره وقال : ( ألا ) للتنبيه ( من ولي ) بصيغة المجهول من التولية بمعنى التأمير أي أمر ( عليه وال فرآه ) أي المولى عليه الوالي ( يأتي شيئا من معصية الله ) إشارة إلى قوله تعالى فإن عصوك فقل إني بريء مما تعملون والمعنى فلينكره بقلبه فإن لم يستطع بلسانه ( ولا ينزعن يدا من طاعة ) أي بالخلع والخروج عليه ( رواه مسلم ) .




الخدمات العلمية