الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
3798 - وعن بريدة رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " حرمة نساء المجاهدين على القاعدين كحرمة أمهاتهم ، وما من رجل من القاعدين يخلف رجلا من المجاهدين في أهله فيخونه فيهم ; إلا وقف له يوم القيامة ، فأخذ من عمله ما شاء ، فما ظنكم ؟ " . رواه مسلم .

التالي السابق


3798 - ( وعن بريدة رضي الله عنه ) : بالتصغير قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : حرمة نساء المجاهدين على القاعدين كحرمة أمهاتهم ) ، مبالغة في اجتناب نسائهم ومراعاة حقوقهن ( وما من رجل من القاعدين يخلف ) : بضم اللام ; أي يعقب ( رجلا من المجاهدين في أهله ) : أي امرأته ، أو جاريته ، أو قرابته في بيته ( فيخونه فهم ) ; أي فيخون الرجل فيهن وأهلهن ففيه تغليب . وقال الطيبي : الضمير المفعول عائد إلى ( رجلا ) ، وفي ( فيهم ) إلى الأهل تعظيما وتفخيما لشأنهن كقول الشاعر :

وإن شئت حرمت النساء سواكم

وإنهن ممن يجب مراعاتهن وتوقيرهن ، وإلى هذا المعنى أشار - صلى الله عليه وسلم - بقوله : " كحرمة أمهاتهم " ( إلا وقف ) : بصيغة المفعول من الوقوف ; أي جعل الخائن ( واقفا له ) : أي للرجل ، ولأجل ما فعل من سوء الخلافة للغازي ( في أهله يوم القيامة ) ، وزاد في الجامع الصغير : قيل له قد خلفك في أهلك فخذ من حسناته ما شئت ( فيأخذ ) : أي الرجل ( من عمله ) : أي أعمال الخائن ( ما شاء ) ; أي في مقابلة ما شاء من عمله بالنسبة إلى أهل الغازي ( فما ظنكم ) ؟ قال النووي : معناه فما تظنون في رغبة المجاهد في أخذ حسناته والاستكثار منها في ذلك المقام ؟ ; أي لا يبقى منها شيء إلا أخذه . وقال المظهر ; أي : ما ظنكم بالله مع هذه الخيانة ؟ هل تشكون في هذه المجازاة أم لا ؟ يعني فإذا علمتم صدق ما أقول فاحذروا من الخيانة في نساء المجاهدين . وقال التوربشتي : أي فما ظنكم بمن أحله الله بهذه المنزلة ، وخصه بهذه الفضيلة ، فربما يكون وراء ذلك من الكرامة . ( رواه مسلم ) . وكذا أحمد ، والنسائي .




الخدمات العلمية