الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
3835 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من لقي الله بغير أثر من جهاد لقي الله وفيه ثلمة . رواه الترمذي ، وابن ماجه .

التالي السابق


3835 - ( وعن أبي هريرة رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : من لقي الله بغير أثر من جهاد ) : الأثر بفتحتين ما لقي من الشيء دالا عليه . قاله القاضي ، والمراد به هنا العلامة ; أي من مات بغير علامة من علامات الغزو من جراحة ، أو غبار طريق ، أو تعب بدن ، أو صرف مال ، أو تهيئة أسباب وتعبية أسلحة ( لقي الله ) : أي جاء يوم القيامة ( وفيه ثلمة ) : بضم المثلثة وسكون اللام ; أي : خلل ونقصان بالنسبة إلى كمال سعادة الشهادة ومجاهدة المجاهدة ، ويمكن أن يكون الحديث مقيدا بمن فرض عليه الجهاد ، ومات من غير الشروع في تهيئة الأسباب الموصلة إلى المراد ، وقال الطيبي قوله : من جهاد صفة أثر وهي نكرة في سياق النفي ، فتعم كل جهاد مع العدو والنفس والشيطان ، وكذلك الأثر بحسب اختلاف المجاهدة قال تعالى : ( سيماهم في وجوههم من أثر السجود ) الثلمة هاهنا مستعارة للنقصان ، وأصلها أن تستعمل في نحو الجدار ، ولما شبه الإسلام بالبناء في قوله : " بني الإسلام على خمس " جعل كل خلل فيه ونقصان ثلمة على سبيل الترشيح ، وهذا ; أيضا يدل على العموم وينصره حديث أبي أمامة يعني الآتي ، وأما الأثران فأثر في سبيل الله وأثر في فريضة من فرائض الله . ( رواه الترمذي ، وابن ماجه ) : وكذا الحاكم .




الخدمات العلمية