الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
3914 - وعن أبي ثعلبة الخشني رضي الله عنه ، قال : كان الناس إذا نزلوا منزلا تفرقوا في الشعاب والأودية ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " إن تفرقكم في هذه الشعاب والأودية إنما ذلكم من الشيطان " . فلم ينزلوا بعد ذلك منزلا إلا انضم بعضهم إلى بعض ، حتى يقال : لو بسط عليهم ثوب لعمهم . رواه أبو داود .

التالي السابق


3914 - ( وعن أبي ثعلبة الخشني ) : بضم ففتح رضي الله عنه . قال المؤلف : هو مشهور بكنيته بايع النبي - صلى الله عليه وسلم - بيعة الرضوان وأرسله إلى قومه فأسلموا نزل الشام ومات بها سنة خمس وخمسين . ( قال : كان الناس ) ; أي : من الصحابة ( إذا نزلوا منزلا ) : أي : في السفر تفرقوا في الشعاب ) : بكسر أوله جمع الشعب ، وهو الطريق ، وقيل : الطريق في الجبل ( والأودية ) : جمع الوادي وهو المسيل مما بين الجبلين . ( فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : إن تفرقكم في هذه الشعاب والأودية إن ذلكم ) : أي : تفرقكم ( من الشيطان ) : أي : ليخوف أولياء الله ويحرك أعداءه . قال الطيبي : وقع موقع خبر إن كما في قوله تعالى : ( إن الذين تولوا منكم يوم التقى الجمعان إنما استزلهم الشيطان ) والتركيب من باب الترديد للتعليق كقول الشاعر : ومسها حجر مسته سراء أي : لو مسها حجر لسرته ، فإن " إن " زيدت للتوكيد وطول الكلام ، و ( ما ) لتكفها عن العمل ، وأصل التركيب أن تفرقكم في هذه الشعاب ذلكم من الشيطان . ( فلم ينزلوا ) : أي الناس ( بعد ذلك ) : أي : القول ( منزلا إلا انضم بعضهم إلى بعض ، حتى يقال : لو بسط ) : بصيغة المجهول ; أي : لو أوقع ( عليهم ثوب لعمهم ) : أي : لشمل جميعهم ( رواه أبو داود ) .




الخدمات العلمية