الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
3923 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما ، قال : بعث النبي - صلى الله عليه وسلم - عبد الله بن رواحة في سرية ، فوافق ذلك يوم الجمعة ، فغدا أصحابه ، وقال : أتخلف وأصلي مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، ثم ألحقهم ، فلما صلى مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رآه ، فقال : " ما منعك أن تغدو مع أصحابك ؟ " فقال : أردت أن أصلي معك ، ثم ألحقهم . فقال : " لو أنفقت ما في الأرض جميعا ما أدركت فضل غدوتهم " . رواه الترمذي .

التالي السابق


3923 - ( وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال : بعث النبي - صلى الله عليه وسلم - عبد الله بن رواحة في سرية ) : قال . المؤلف : هو أنصاري خزرجي أحد النقباء شهد العقبة وبدرا وأحدا والخندق والمشاهد بعدها إلا الفتح وما بعده ، فإنه قتل يوم مؤتة شهيدا أميرا فيها سنة ثمان ، وهو أحد الشعراء المحسنين ، روى عنه ابن عباس وغيره . ( فوافق ذلك ) : أي : زمن البعث ( يوم الجمعة ، فغدا ) : أي ذهب ( أصحابه ) : من الغداة ( وقال ) : أي : في نفسه ، أو لبعض أصحابه . ( أتخلف ) : أي أتأخر ( وأصلي مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ; أي : الجمعة ( ثم ألحقهم ) من لحق به إذا اتصل ( فلما صلى مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رآه فقال : ما منعك أن تغدو مع أصحابك ؟ قال : أردت أن أصلي معك ، ثم ألحقهم ) : بالنصب ( قال : لو أنفقت ما في الأرض جميعا ما أدركت فضل غدوتهم ) : بفتح الغين وضمها ; أي فضيلة إسراعهم في ذهابهم إلى الجهاد . قال الطيبي : كان الظاهر أن يقال غدوتهم أفضل من صلاتك هذه ، فعدل إلى المذكور مبالغة ، كأنه قيل : لا يوازيها شيء من الخيرات ، وذلك أن تأخره ذاك ربما يفوت عليه مصالح كثيرة ، ولذلك ورد : لغدوة في سبيل الله ، أو روحة خير من الدنيا وما فيها . ( رواه الترمذي ) .




الخدمات العلمية