الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
4182 - وعن عائشة - رضي الله عنها - قالت : كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يحب الحلواء والعسل " . رواه البخاري .

التالي السابق


4182 - ( وعن عائشة - رضي الله عنها - قالت : كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يحب الحلواء ) : بالمد ويجوز قصره ، ففي المغرب الحلواء التي تؤكل بالمد والقصر والجمع الحلاوى نقله ميرك ، ونقل عن الأصمعي أنه مقصور يكتب بالياء ، وقال الفراء : إنه ممدود ويكتب بالألف ، وقيل : الحلواء كل شيء فيه حلاوة ، فقوله : ( والعسل ) تخصيص بعد تعميم ، وقيل : المراد بها المجيع وهو تمر يعجن باللبن ، وقيل : ما صنع وعولج من الطعام بحلو ، وقد يطلق على الفاكهة . قال ابن بطال : الحلواء والعسل من جملة الطيبات وفيه تقوية لقول من قال : المراد به المستلذات من المباحات ، ودخل في معنى هذا الحديث كل ما شابه الحلواء والعسل من أنواع المآكل اللذيذة . قال الخطابي : ولم يكن حبه - صلى الله عليه وسلم - لهما على معنى كثرة التشهي وشدة نزع النفس لأجلهما ، وإنما كان ينال منهما إذا حضرا نيلا صالحا فيعلم بذلك أنه يعجبه ، وأخرج الطبراني في رياضه أن أول من خبص في الإسلام عثمان ، قدمت عليه عير تحمل دقيقا وعسلا فخلطهما . وصح أن عيرا قدمت فيها جمل له عليه دقيق حوارى وعسل وسمن ، فأتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فدعا فيها بالبركة ثم دعا ببرمة فنصبت على النار ، وجعل فيها من العسل والدقيق والسمن ، ثم عصد حتى نضج ، ثم أنزل فقال - صلى الله عليه وسلم : " كلوا ، هذا شيء تسميه فارس الخبيص " . ( رواه البخاري ) ، وفي حياة الحيوان للدميري : رواه أصحاب الكتب الستة .




الخدمات العلمية