الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
4486 - وعن عطاء بن يسار - رضي الله عنه - قال : كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في المسجد ، فدخل رجل ثائر الرأس واللحية ، فأشار إليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بيده ، كأنه يأمره بإصلاح شعره ولحيته ، ففعل ، ثم رجع . فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم : " أليس هذا خيرا من أن يأتي أحدكم وهو ثائر الرأس كأنه شيطان " . رواه مالك .

التالي السابق


4486 - ( وعن عطاء بن يسار ) : قال المؤلف : يكنى أبا محمد مولى ميمونة زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - من التابعين المشهورين بالمدينة ، كان كثير الرواية عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مات سنة سبع وتسعين ، وله أربع وثمانون . ( قال : كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في المسجد ) : أي مسجد المدينة على ما يدل عليه إطلاقه ، فاللام للعهد الذهني ( فدخل رجل ثائر الرأس واللحية ) : بالإضافة أي متفرق شعرها ( فأشار إليه ) : أي إلى الرجل ، أو إلى ما ذكر من رأسه ولحيته ( رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بيده كأنه يأمره بإصلاح شعره ولحيته ففعل ) : أي ففهم الرجل وخرج وأصلحهما . ( ثم رجع فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ) :

[ ص: 2846 ] أي له أو لغيره أو مطلقا غير مقيد بمخاطب ( أليس هذا ) : أي الإصلاح ( خيرا من أن يأتي أحدكم وهو ثائر الرأس كأنه شيطان ) : أي جني في قبح المنظر من تفريق الشعر ( رواه مالك ) : قال ميرك : عطاء تابعي مشهور ، فالأولى أن يقول المصنف : رواه مالك مرسلا . قلت : وكأنه اعتمد على شهرته ، وإلا فكان متعينا عليه التنبيه ، فالتعبير بالأولى لهذا المعنى .




الخدمات العلمية