الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
4656 - وعن أبي العلاء بن الحضرمي - رضي الله عنه - أن العلاء الحضرمي كان عامل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وكان إذا كتب إليه ، بدأ بنفسه . رواه أبو داود .

التالي السابق


4656 - ( وعن أبي العلاء - رضي الله تعالى عنه - ) : قيل اسمه زيد بن عبد الله وكنيته أبو العلاء ، ولم يذكره المؤلف في أسمائه ، وفي نسخة مطابقة لما في بعض نسخ المصابيح : وعن ابن العلاء ( الحضرمي ) ، نسبة إلى حضرموت ( أن العلاء الحضرمي ) : وفي نسخة : أن العلاء بن الحضرمي ( كان عامل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ) ، قال المصنف : هو عبد الله من حضرموت كان عاملا للنبي - صلى الله عليه وسلم - على البحرين ، وأقره أبو بكر وعمر - رضي الله عنهما - عليها إلى أن مات العلاء سنة أربع عشرة ، روى عنه السائب بن يزيد وغيره . ( وكان ) أي : العلاء ( إذا كتب إليه ) ، أي : إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - ( بدأ بنفسه ) . أي ، ثم يكتب السلام اقتداء به - صلى الله عليه وسلم - ; لأنه كان يفعل ذلك ، ومما يدل عليه كتابته إلى معاذ يعزيه في ابن له : بسم الله الرحمن الرحيم ، من محمد رسول الله إلى معاذ بن جبل ، سلام عليك ، فإني أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو أما بعد ، الحديث . رواه الحاكم وغيره ، ولعل هذا الصنيع العظيم مقتبس من قوله تعالى : إنه من سليمان وإنه بسم الله الرحمن الرحيم ، ولا يخفى أن الواو لمطلق الجمع ، وكان من سليمان في العنوان والله أعلم . قال المظهر : كان يكتب هكذا : من العلاء الحضرمي إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهذا أمر

[ ص: 2950 ] النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يكتبوا من لسانه ، هذا من رسول الله إلى عظيم البحرين وغيره من الملوك . قال الطيبي : والمقصود من إيراد هذا في باب السلام أن هذا كان مقدمة للسلام يدل عليه قوله في كتابه إلى هرقل : من محمد عبد الله ورسوله إلى هرقل عظيم الروم ، سلام على من اتبع الهدى . ( رواه أبو داود ) . وروى الطبراني في الكبير بسند حسن ، عن النعمان بن بشير مرفوعا : " إذا كتب أحدكم إلى أحد فليبدأ بنفسه " .




الخدمات العلمية