الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
4689 - وعن عائشة - رضي الله عنها - قالت : ما رأيت أحدا كان أشبه سمتا وهديا ودلا . وفي رواية : حديثا وكلاما برسول الله - صلى الله عليه وسلم - منفاطمة ، كانت إذا دخلت عليه ، قام إليها ، فأخذ بيدها فقبلها وأجلسها في مجلسه ، وكان إذا دخل عليها ، قامت إليه ، فأخذت بيده فقبلته وأجلسته في مجلسها . رواه أبو داود .

التالي السابق


4689 - ( وعن عائشة - رضي الله تعالى عنها - قالت : ما رأيت أحدا كان أشبه سمتا ) أي : هيئة وطريقة كانت عليها من السكينة والوقار . قال شارح : السمت في الأصل القصد ، والمراد به هيئة أهل الخير والتزيي بزي الصالحين ( وهديا ) أي : سيرة وطريقة . يقال : فلان حسن الهدي أي : حسن المذهب في الأمور كلها . ( ودلا ) : بفتح دال وتشديد لام ، فسره الراغب بحسن الشمائل ، وأصله من دل المرأة ، وهو شكلها وما يستحسن منها ، والكل ألفاظ متقاربة . قال التوربشتي : كأنها أشارت بالسمت إلى ما يرى على الإنسان من الخشوع والتواضع لله ، وبالهدي ما يتحلى به من السكينة والوقار ، إلى ما يسلكه من المنهج المرضي ، وبالدل حسن الخلق ولطف الحديث .

( وفي رواية : حديثا وكلاما ) أي : أشبه تحدثا ومنطقا ( برسول الله - صلى الله عليه وسلم - من فاطمة كانت ) أي : فاطمة ( إذا دخلت عليه ، قام إليها ) أي : مستقبلا ومتوجها ( فأخذ بيدها فقبلها ) أي : بين عينيها أو رأسها ، والأظهر الأول لما رواه ابن عدي والبيهقي ، عن ابن عباس مرفوعا " من قبل بين عيني أمه كان له سترا من النار " فكأنه - صلى الله عليه وسلم - نزلها منزلة أمه تعظيما لها . ( وأجلسها في مجلسه ) أي : تكريما لمأتاها ( وكان إذا دخل عليها ، قامت إليه ، فأخذت بيده فقبلته ) أي : عضوا من أعضائه الشريفة ، والظاهر أنه اليد المنيفة ( وأجلسته في مجلسها ) أي : موضعها المهيأ للكرامة ( رواه أبو داود ) .




الخدمات العلمية