الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
4793 - وعن أنس - رضي الله عنه - قال : جعل المهاجرون والأنصار يحفرون الخندق وينقلون التراب وهم يقولون : نحن الذين بايعوا محمدا على الجهاد ما بقينا أبدا يقول النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو يجيبهم : " اللهم لا عيش إلا عيش الآخره فاغفر للأنصار والمهاجره " متفق عليه .

التالي السابق


4793 - ( وعن أنس - رضي الله عنه - قال : جعل المهاجرون والأنصار يحفرون الخندق ) : وهو حفرة كبيرة عريضة طويلة حاجزة بين المسلمين والكافرين ( وينقلون التراب وهم يقولون : نحن الذين بايعوا محمدا ) : بفتح التحتية ماض من المبايعة ( على الجهاد ما بقينا ) : بكسر القاف أي : مما عشنا ( أبدا . يقول - صلى الله عليه وسلم - ) : استئناف جوابا لما يقال ، فما كان يقول وقوله ( وهو يجيبهم ) : جملة حالية معترضة بين القول ومقوله وهو : ( اللهم لا عيش إلا عيش الآخرة ) : وهي بهاء ساكنة للوقف ، وفي نسخة بالتاء المخفوضة أي : الحياة الهنيئة الدائمة هي حياة الآخرة ، وفيه تسلية للأصحاب عن تحمل مشاقهم في مجاهدة الأحزاب ، كقوله تعالى : وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور

[ ص: 3017 ] وإن الآخرة هي دار القرار ، والآخرة خير وأبقى ، والآخرة خير لمن اتقى ، وأمثال ذلك . وقال النووي : هو ما يسد الرمق . وقال القرطبي أي : ما يقريهم ويكفيهم بحيث لا يشعرهم بالجهد ولا يرهقهم الفاقة ولا تذلهم المسألة والحاجة ، ولا يكون في ذلك أيضا فضول يخرج إلى الترفه والتبسط في الدنيا والركون إليها . وقال الطيبي : يعني أنهما إذا وفوا بما عاهدوا الله ورسوله جازاهم مجازاة ليس بعدها ، ولا يكون ذلك إلا في الآخرة . ( فاغفر للأنصار والمهاجرة ) أي : فاغفر لهم الآن ليكون ذلك سببا للمطلوب اهـ . ضمن اغفر معنى استر ، وفي نسخة للأنصار فيقرأ بالنقل مراعاة للوزن ، والتاء في المهاجرة للجمع يريد جماعة المهاجرين . ( متفق عليه ) : رواه النسائي .




الخدمات العلمية