الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
4935 - وعن ابن عمر - رضي الله عنهما - أن رجلا أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال : يا رسول الله ، إني أصبت ذنبا عظيما ، فهل لي من توبة ؟ قال : " هل لك من أم ؟ " قال : لا قال : " وهل لك من خالة ؟ " قال : نعم قال : " فبرها " . رواه الترمذي .

التالي السابق


4935 - ( وعن ابن عمر - رضي الله تعالى عنهما - أن رجلا أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال : يا رسول الله ، إني أصبت ) أي : فعلت ( ذنبا عظيما ) أي : قوليا أو فعليا ( فهل لي من توبة ؟ ) أي : رجعة بطاعة فعلية بعد الندامة القلبية تداركا للمعصية العظيمة ( قال : هل لك من أم ؟ ) أي : ألك أم فـ ( من ) زائدة ( قال : لا قال : وهل لك من خالة ؟ ) يحتمل أن تكون " من " زائدة أو تبعيضية ( قال : نعم قال : فبرها ) : بفتح الموحدة وتشديد الراء أمر من بررت فلانا بالكسر أبره بالفتح ، أي : أحسنت إليه ، فأنا بار به وبر به ، والمعنى : أن صلة الرحم من جملة الحسنات التي تذهب السيئات ، أو تقوم مقامها من الطاعات ، وهو أحد معاني قوله تعالى : إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات قال المظهر : يجوز أنه أراد عظيما عندي ; لأن عصيان الله تعالى عظيم وإن كان الذنب صغيرا ، ويجوز أن يكون ذنبه كان عظيما من الكبائر ، وأن هذا النوع من البر يكون مكفرا له ، وكان مخصوصا بذلك الرجل علمه النبي - صلى الله عليه وسلم - من طريق الوحي . اهـ . وتبعه ابن الملك وفيه أنه لا دلالة على أن الرجل مصر غير تائب من ذلك الذنب ليكون من خصوصياته ( رواه الترمذي ) .




الخدمات العلمية